مدینه فاضله عبر تاریخ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
ژانرونه
وزير كبير في الدولة، ولم يسبق نشرها منذ وفاته
وقد تمت الترجمة عن الطبعة الفرنسية الثانية التي نشرت بإذن خاص من الملك (أو الجهات المسئولة) عام 1692م، وذلك بعد وفاة فوانيي بعام واحد. وتختلف هذه الطبعة اختلافا ملحوظا عن الطبعة الأولى كما تعد أقصر منها، ولا يعرف إن كان فوانيي هو المسئول عن هذه التغييرات التي طرأت عليها.
وقد أخذت الاقتباسات التي سنقدمها هناك من الطبعة الإنجليزية التي ظهرت عام 1693م، وتم تحديث الشكل وصححت بعض الأخطاء في الترجمة (بعد مراجعتها على الطبعة الفرنسية الأولى لعام 1692م). كما أضيفت فقرات قليلة من الطبعة الأولى ووضعت بين قوسين. وقد كانت الطبعة التي ظهرت بإذن خاص من الملك أفضل بكثير من تلك التي ظهرت في جنيف وعليها اسم ناشر مزيف، وإنصافا لعلماء اللاهوت من أعضاء «الجماعة المبجلة» رأينا الاستشهاد ببعض الفقرات التي صدمتهم صدمة كبيرة.
والجزء الأول من الكتاب يتناول مغامرات «جيمس سادير» في العديد من أرجاء العالم، أما الجزء الثاني فهو مخصص بأكمله لأستراليا. وعندما كتب فوانيي هذا الكتاب كانت القارة الأسترالية هي حديث الناس في ذلك الوقت، والظاهر أنه استوحى فكرته من التقرير الذي قدمه فرديناند دي كيروس
F. D. Quiros
لملك إسبانيا ونشر باللاتينية عام 1612م أو 1613م وبالفرنسية عام 1617م. ويقول فوانيي في مقدمة كتابه إن دي كيروس وصف أستراليا باعتبارها «بلدا أكثر خصوبة وازدحاما بالسكان من أي بلد في أوروبا، وأن سكانها أضخم وأطول من الأوروبيين، وأعمارهم أطول منهم أيضا بكثير».
عاش راوي القصة جيمس سادير طفولة مضطربة، فقد ولد أثناء رحلة بحرية، وتعود في كل مرة يسافر فيها عن طريق البحر أن تحدث له مصيبة كبيرة. وزاد من صعوبة حياته أنه لم يكن ينتمي إلى جنس محدد. ومع ذلك فقد أفادته هذه الصفات المميزة عند وصوله إلى أستراليا، وذلك على نحو ما يبين بنفسه من قوله: «إذا كان في هذا العالم أي شيء استطاع أن يدفعني للاقتناع بالحتمية القدرية للأحوال البشرية، وبضرورة وقوع الأحداث التي تمثل حلقات في السلسلة التي تكون قدر الجنس البشري، فهو بالتأكيد هذه القصة التي أكتبها الآن، وما من حادثة واحدة مرت بي في حياتي إلا وقدمت لي خدمة نافعة، سواء بإرشادي أو مساندتي وشد أزري في هذا البلد الجديد الذي كتب علي أن أساق إليه ذات يوم. وقد علمتني المرات الكثيرة التي تحطمت فيها سفينتي أن أتحمل تلك الأحداث، وكان كلا الجنسين (اللذين أجمع بينهما) ضروريا لحمايتي من التعرض للسحق لحظة وصولي، كما سأبين هذا في سياق قصتي. ومن حسن طالعي أنهم عثروا علي عاريا، ولولا هذا لعرفوا أنني غريب في بلد يعيش فيه الجميع عراة، ولولا المعركة الرهيبة التي أجبرت على خوضها ضد الطيور الوحشية الهائلة وجلبت على شهرة كبيرة بين أولئك الذين كانوا شهودا عليها، لولا ذلك لاضطررت للخضوع لامتحان عسير يؤدي حتما إلى الموت. والخلاصة أنه سيتبين بوضوح من خلال العرض المفصل للظروف التي أحاطت برحلاتي والأخطار التي تعرضت لها، سيتبين أن هناك نظاما حتميا للأشياء يتحكم في قدر الإنسان، وسلسلة من النتائج التي لا يقوى شيء على منعها والتي تعجل بنا - عبر آلاف التحولات والتقلبات غير المحسوسة - إلى النهاية المقدرة علينا.
ومن عادة سكان هذه البلاد ألا يقبلوا بينهم أي شخص لم يسبق لهم معرفة طبعه وميلاده وبلده، ولكن الشجاعة النادرة التي رأوني أقاتل بها، والإعجاب الشديد بحيويتي ونشاطي بعد انتهاء المعركة، جعلتهم يسمحون لي دون أي استجواب بالإقامة في الحي المجاور، حيث جاء الجميع لتقبيل يدي. وكان من الممكن أيضا أن يحملوني فوق رءوسهم، وهي عندهم علامة التقدير الكبير الذي يبدونه لأي شخص فوق رءوسهم، وهي عندهم علامة التقدير الكبير الذي يبدونه لأي شخص يكنون له الإعجاب، ولكنهم أدركوا أن هذا سيسبب لي بعض الضيق، ولذلك عدلوا عن هذا التقليد. وبعد أن تم استقبالي، أخذني أولئك الذين جاءوا بي وعملوا على راحتي إلى منزل ال «هيب»
Heb ، الذي يعني عندهم بيت التعليم، وكانوا قبل ذلك قد زودوني بالمسكن وجميع الاحتياجات الضرورية، وذلك بعناية وحدب فاقوا بهما أكثر الأوروبيين حظا من التمدن والتهذيب.»
ويشي وصف فوانيي لهذه البلاد بتأثره الملحوظ بالسير توماس مور، بينما ينم للمباني والوحدات السكنية عن احتمال تأثره بالنظام المتبع في الأديرة: «والشيء المدهش حقا في الأراضي الأسترالية هو أنه لا يوجد بها جبل واحد يمكن رؤيته، إذ قام الأهالي بتسويتها جميعا ... وهكذا أصبح هذا البلد الكبير مسطحا دون غابات ولا مستنقعات ولا صحارى، كما صار كله مأهولا بالسكان ... ويضاف إلى هذه المعجزة ذلك النمط الموحد العجيب للغات والعادات والمباني وكل شيء تقع عليه عينك في هذا البلد، بحيث يكفي أن تعرف حيا واحدا لكي تحكم حكما مؤكدا على سائر الأحياء، وكل هذا ينبع دون شك من طبيعة الناس، الذين فطروا جميعا على ألا يحمل أحد منهم أي رغبة في الإساءة إلى أي أحد، وإذا تصادف أن حاز أي شخص منهم شيئا لا يشترك الجميع في حيازته، فمن المستحيل عليه أن ينفرد باستخدامه.
ناپیژندل شوی مخ