مدینه فاضله عبر تاریخ
المدينة الفاضلة عبر التاريخ
ژانرونه
ولهذا فإن عمل من يسمى بالقاضي هو أن يستمع إلى أي قضية تعرض عليه، وفي كل حالات النزاع بين إنسان وآخر، يأمر بإحضار طرفي النزاع للمثول أمامه، ويستمع إلى كل منهما وهو يتحدث عن نفسه دون أن يلقنه محام، كما يتحقق من صدق أي شاهد يقوم بإثبات قضية أمامه.
وعلى القاضي أيضا أن يعلن النص الصريح للقانون فيما يتعلق بأي أمر من هذه الأمور، لأنه لا يسمى باسم القاضي لمجرد أنه يحكم في أفعال المذنبين المطروحة أمامه وتبعا لرأيه وإرادته، بل لأنه هو الناطق باسم القانون، والقانون في الواقع هو القاضي الحق. وكل ما يريد أن يحيا في الكومنولث في سلام، عليه أن يضع هذا القانون وهذه الشهادة نصب عينيه.
ولكن من هنا نشأ بؤس كثير في الأمم التي تخضع للحكومة الملكية، وذلك حين ترك للقاضي أن يفسر القانون. وعندما تحولت روح القانون، ورأي البرلمان والحكومة إلى صدور القضاة، ارتفعت الشكوى من ظلم القضاة، والمحاكم، والمحامين ومن مسار القانون نفسه، وكأنما هو قانون شرير.
والسبب في ذلك هو تحريف القانون - الذي كان قاعدة ثابتة - وفقا لإرادة قاض جشع، حسود أو مغرور. فلا عجب أن تكون القوانين الملكية شديدة التعقيد، وألا يعرف مسار القانون سوى قلة ضئيلة من الناس؛ لأن الحكم في معظم الحالات يكمن في صدر القاضي وليس في نص القانون.
والواقع أن القوانين الصالحة التي يضعها برلمان جاد تشبه البيض الصالح الذي ترقد عليه إوزة بلهاء، وبمجرد أن تضعه تذهب في حال سبيلها وتتركه للآخرين دون أن تلتفت وراءها، حتى إنك لو وضعت حجرا في عشها لرقدت عليه معتقدة أنه بيضة ...
وهكذا نرى أن القوانين وإن كانت صالحة، فإنها إذا تركت لإرادة القاضي ليفسرها، ثبت بالتجربة في أكثر الأحيان أن تطبيقها فاسد.
ولا شك في أن كلا من القضاة الناطقين باسم القانون والقساوسة الناطقين بكلمة الرب، كانوا خدما غير مخلصين لا للإنسان ولا للرب، لأنهم أخذوا على عاتقهم نشر ذلك القانون وتفسيره، وهو الذي التزموا بطاعته دون إضافة إليه أو إنقاص منه.
ويجب أن يوجد في كل إقليم أو مقاطعة ساحة للقضاء (محكمة) أو مجلس شيوخ المقاطعة، الذي يتكون من قاض، وصناع السلام في كل مدينة تقع داخل تلك الدائرة، ومن المراقبين والضباط الذين يخدمون فيها.
المحكمة
تنعقد هذه المحكمة في المقاطعة أربع مرات في السنة، أو أكثر من ذلك إذا لزم الأمر، وأربع مرات سنويا في المدن الكبرى . وفي الربع الأول من السنة تنعقد في الجزء الشرقي من المقاطعة، وفي الربع الثاني منها في الجزء الغربي، وفي الثالث في الشمالي، وفي الرابع في الجزء الجنوبي.
ناپیژندل شوی مخ