39

The Shafi'i School of Thought on Worship and its Evidences

مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها

خپرندوی

دار السلام

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

۱۴۲۴ ه.ق

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

فقه شافعي

سورة النمل آية ١٤:﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلُوّاً ﴾.

تتمة :

قال حجة الإسلام الغزالي : ( مسئلة ) فإن قلت : ماوجه قول السلف : ( أنا مؤمن إن شاء الله ) والاستثناء شك ، والشك في الإيمان كفر، وكانوا كلهم يمتنعون عن الجزم بالجواب عن الإيمان : فقال سفيان الثوري : من قال : ( أنا مؤمن عند الله ) فهو من الكذابين ، ومن قال : ( أنا مؤمن حقاً ) فهو بدعة ، ولما قال سفيان ذلك ، قيل له : فماذا نقول ؟ قال : قولوا : آمنا بالله وما أنزل إلينا .

وقيل للحسن : أمؤمن أنت ؟ فقال: ( إن شاء الله ) فقيل له : لِمَ استثنيت ياأبا سعيد في الإيمان ؟ فقال : أخاف أن أقول نعم ، فيقول الله سبحانه : كذبت ياحسن ، فتحق عليّ الكلمة . وقال إبراهيم بن الأدهم إذا قيل لك ( أمؤمن أنت ) فقل : لا إله إلا الله . وقيل لعلقمة: أمؤمن أنت ؟ فقال ، أرجو إن شاء الله . وقال الثوري : نحن مؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله وماندري مانحن عند الله ؟ .

فما معنى هذه الاستثناءات ؟

فالجواب - أن هذا الاستثناء صحيح، وله أربعة أوجه: وجهان لا يستندان إلى شك ، ووجهان يستندان إلى شك لا في أصل الإيمان ولكن في كاله أو في خاتمته .

الوجه الأول: الاحتراز من الجزم بالإيمان خيفة تزكية النفس ، للنهي عنها في قوله تعالى في سورة النجم آية ٣٢ : ﴿ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ﴾ والإيمان من أعلى صفات المجد ، قيل لحكيم : ما الصدق القبيح ؟ قال : ثناء المرء على نفسه .

الوجه الثاني : التأدب بذكر الله تعالى في كل حال ، فقد أدب الله نبيه عليه السلام ، فقال في سورة الكهف آية ٢٣، ٢٤: ﴿ولا تقولن لشيءٍ إني فاعل ذلك غداً. إلا أن يشاء الله ... ﴾ ، ثم لم يقتصر على ذلك بل قال ذلك في محقق الوقوع من سورة الفتح آية ٢٧ : ﴿ لتدخلنَ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون) وكان الله عالماً بأنهم يدخلونه لا محالة وأنه شاءه ، ولكن المقصود تعليم نبيه عليه السلام ذلك . فتأدب عليه السلام بعد في كل ما كان يخبر عنه معلوماً كان أو

37