The Shafi'i School of Thought on Worship and its Evidences
مذهب الإمام الشافعي في العبادات وأدلتها
خپرندوی
دار السلام
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
۱۴۲۴ ه.ق
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتديّ لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه. وبعد فمنذ زمن كانت رغبتي أن أجمع من مطالعاتي الفقهية: مجموعة موسعة الأبواب والفصول، منسقة المسائل والفروع، تكون بمتناول اليد لما يرد إليّ من الأسئلة، لكن شواغل حالت دون تنفيذ تلك الرغبة، حتى كلفت بتدريس الفقه الشافعي سنة ١٣٧٩ هـ و٩ تشرين ثاني سنة ١٩٦٠ م في معهد حماة الشرعي التابع لوزارة الأوقاف الجليلة، فاضطررت للتحضير من كتب المذهب ما يوافق مناهج الصفوف، فكانت تلك التحضيرات نواة لما كان لي من سابق رغبة، ثم تمخضت بعد عن هذا المؤلف الذي سميته: (كتاب الدراسات الفقهية)، فجاء نسيج طرازين، استمد من القديم: وفرة الفروع التي يكثر وقوعها للمسلم، متجنبًا غرائبها، سالكًا مسلك (كتاب المهذب) في كثرة الأدلة، غير أني زدته في نسبتي للأدلة، فنسبت كل آية إلى سورتها مع رقم الآية من السورة، وعزوت الأحاديث إلى كتب السنة المروية فيها، إلا ما قلت عنه صح. وأخذ من الطراز الحديث: وضوح العبارة وترقيم الفروع، ليسهل على مراجعه ما يبتغيه، حيث رعي في تأليفه حاجة الفقيه الأولى، كما لا يستغنى عن أن يستأنس به العالم الممتلي، وإن كان قد يصدق عليّ مارواه الشافعي والبيهقي: (ربِّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه). وقد ذكرت فيه فوائد لفروع لغير مذهبنا، وجدتها أسهل مما عليه فيها مذهبنا. وختته بفصل حكم التقليد، ليكون من يقلد على بينة من شروطه ليصح تقليده. وصدرته بمقدمة لم يسبق أن وجدت مجموعة في كتاب، تحمل صورة صادقة عن الإسلام ومراميه، والفقه وسعته وصلته بالحياة، وأن مقصد الإسلام: (إنشاء أمة موحدة لله، موحدة الأفراد، تكون على غاية ما يمكن من علم وكال خلق). ذاكرًا فيها مصادر التشريع واعتناء هذه الأمة بها بما لم يسبق له مثيل، ضارباً الأمثلة على بعض أسباب اختلاف المذاهب في بعض الفروع، وختمتها بأربعة أحاديث عليها مدار الدين. وقد نوهت فيها وفي ثنايا هذا المؤلف بمناسبات بما قيل في الإسلام من منصف ومغرض. آملاً ممن اطلع فيه على هفوة، أن يكتب إليَّ مبينًا المكان من المصدر الذي اعتمد عليه، حتى يصار إلى المناقشة، إذ من المعلوم أن ليس هناك أحد إلا ويؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا صاحب
11