فأونس من بعض الصديق ملالة الد
نو فأستبقيهمو بالتجنب
ويتصل بصدق الأخوة في نفسه ما وقع له يوم مدح الحكم بن الصلت بقصيدته:
طربت وهاجك الشوق الحثيث
فإنه لما فرغ من إنشاده دعا الحكم بخازنه ليعطيه الجائزة، ثم دعا بأبان بن الوليد فأدخل عليه وهو مكبل بالحديد، فطالبه بما عليه من المال، فالتفت الكميت فرآه فدمعت عيناه، وأقبل على الحكم، فقال: أصلح الله الأمير! اجعل جائزتي لأبان.
وكان حوشب بن يزيد الشيباني بالمجلس، وكان يكره الكميت وأبان معا وساءه أن يشفع الكميت لأبان، فقال: أصلح الله الأمير! أتشفع حمار بني أسد في عبد بجيلة؟
فقال له الكميت: لئن قلت ذاك فوالله ما فررنا عن آبائنا حتى قتلوا، ولا نكحنا حلائل آبائنا بعد أن ماتوا ... وكان يقال إن حوشبا فر عن أبيه في بعض الحروب، فقتل أبوه ونجا هو.
وفيه يقول الشاعر:
نجى حشاشته وأسلم شيخه
لما رأى وقع الأسنة حوشب
ناپیژندل شوی مخ