وكان هو نفسه مفتونا بالإجادة، فقد قيل له: إنك قلت في بني هاشم فأحسنت، وقلت في بني أمية أفضل. فأجاب: إني إذا قلت أحببت أن أحسن.
12
وقد استشهد النحاة بشعره غير مرة، وإن كره ذلك المفضل الذي سلكه مع كثير وذي الرمة والطرماح
13
على حين كان يراه معاذ الهراء أشعر الأولين والآخرين.
14
تلك منزلة الكميت عند القدماء، فإن سألتم أين منزلته في العصر الحديث فإنا نذكر أنه آخر من يهتم به أساتذة الأدب في المعاهد العلمية، وقد سبق المستشرقون إلى إحياء شعره فطبعوا هاشمياته في ليدن سنة 1904م، وكتب لها أحدهم مقدمة وتصحيحات باللغة الألمانية.
15 (5)
كانت حياة الكميت موزعة بين طائفة من الأهواء والميول ، فكان من الوجهة النفسية رجلا يعرف حقوق الإخوان، فيصطفي من يصطفي على أساس العقل، وقد لاحظ معاصروه أن ما كان بينه وبين الطرماح من المودة لم يكن بين اثنين على تفاوت المذهب والعصبية فقيل له: فيم اتفقتما هذا الاتفاق مع اختلاف سائر الأهواء؟ فقال: اتفقنا على بغض العامة.
16
ناپیژندل شوی مخ