وهذه المدائح كسائر شعر ابن نباتة تغلب عليها فنون البديع، وكانت هذه الفنون غلبت على الشعر كله في تلك الأيام، فلا ينس القارئ أن هذا كان منتهى البلاغة عند شعراء القرن الثامن، وليتذكر أن موقفنا من هذه الفنون ليس موقف اللائم، ولكنه موقف المؤرخ، وما نستهجنه اليوم من هذه الفنون كان الظفر بنكتة منه غاية ما يصبو إليه كبار الشعراء في ذلك الحين. (4)
تقع الهمزية في تسعة وستين بيتا، منها ستة عشر في النسيب، والنسيب في هذه القصيدة تافه، والشاعر يفرح بالنكتة اللفظية كأن يقول:
ولاح ما له هاء وميم
له من صبوتي ميم وهاء
ويسره أن يغرب في التشبيه فيقول:
كأن الحب دائرة بقلبي
فحيث الانتهاء الابتداء
ومدح النبي في هذه القصيدة تافه أيضا؛ فهو يتحدث عن نار المجوس كما تحدث سواه فيقول:
وفي نار المجوس لنا دليل
لأنفسهم بها ولها انطفاء
ناپیژندل شوی مخ