ومما يؤكد أن الصنعة هي المقصودة من هذه المنظومات أن الحموي عاب قول الحلي:
لا لقبتني المعالي بابن بحدتها
يوم الفخار ولا بر التقى قسمي
وقال: «فيه نقص؛ لأنه غير صالح للتجريد، ولم يأت ناظمه بجواب القسم إلا في بيت الاستعارة الذي ترتب بعده، وهو:
إن لم أحث مطايا العزم مثقلة
من القوافي تؤم المجد عن أمم
وأصحاب البديعيات شرطوا أن يكون كل بيت شاهدا على نوعه بمجرده، وإذا كان البيت له تعلق بما بعده أو بما قبله لا يصلح أن يكون شاهدا على ذلك النوع.»
17
وهو بهذا التعقب يدلنا على أن أصحاب البديعيات كانت لهم تقاليد، منها أن يكون كل بيت شاهدا على نوعه بمجرده، ولا ندري كيف لا يصلح البيت أن يكون شاهدا على النوع المقصود إذا كان له تعلق بما بعده أو بما قبله، إن ذلك لمظهر جديد من تكلف أصحاب البديعيات. (12)
فإذا تجاوزنا النسيب إلى المديح رأيناه يتخلص فيقول:
ناپیژندل شوی مخ