يا سعد ما تم لي سعد يطرفني
بقربهم وقليل الحظ لم يلم
هل من يفي ويقي إن صحفوا عذلي
وحرفوا وأتوا بالكلم في الكلم
قد فاض دمعي وفاظ القلب إذ سمعا
لفظي عذل ملا الأسماع بالألم
أبا معاذ أخا الخنساء كنت لهم
يا معنوي فهدوني بجورهم
يكفي هذا للاستشهاد، فنسيب القصيدة كله من هذا القبيل، والمهم أن ندل القارئ على قيمة هذا النسيب، فهل رأى فيه معنى جيدا، أو لفظا طريفا؟ وهل يمكن الربط بين المعاني في أمثال هذه الأبيات؟ إن الشاعر نفسه لم يشرح معانيها في كتابه؛ لأنه لم يرد بها التشبيب، وإنما وقف عند ما قصد إليه من ضروب البديع، وهو نفسه حين فاضل بين أبياته وأبيات الموصلي والحلي لم يتحدث عن معاني النسيب، وإنما تحدث عن تأدية الفنون البديعية. والصنعة تظهر بصورة أوضح في مثل هذين البيتين في مخاطبة العذول:
يا عاذلي أنت محبوب لدي فلا
ناپیژندل شوی مخ