267

مدایح نبوي

المدائح النبوية في الأدب العربي

ژانرونه

كالبدر في شيم والبحر في ديم

والزهر في نعم والدهر في نقم

وقد شغل نفسه بمعارضة البردة، ولكن أي معارضة؟ لقد ابتكر فنا جديدا هو «البديعيات»، وذلك أن تكون القصيدة في مدح الرسول، ولكن كل بيت من أبياتها يشير إلى فن من فنون البديع، ومطلع هذه البديعية:

بطيبة انزل ويمم سيد الأمم

وانشر له المدح وانثر أطيب الكلم

وقد رأى معاصرو ابن جابر قيمة هذا الفن، فتقدم صديقه أبو جعفر الألبيري لشرح بديعيته، واعترف له بالسبق؛ إذ قال في مقدمة الشرح: «نادرة في فنها، فريدة في حسنها، تجني ثمر البلاغة من غصنها، وتنهل سواكب الإجادة من مزنها، لم ينسج على منوالها، ولا سمحت قريحة بمثالها.»

وشرحها أبو جعفر بن يوسف الغرناطي الأندلسي المتوفى سنة 779ه واختصر هذا الشرح محمد بن إبراهيم البشتكي المتوفى سنة 830ه.

وهذه الشروح تمثل الحفاوة التي قوبلت بها تلك البديعية.

وفي عصر ابن جابر وضع صفي الدين الحلي المتوفى سنة 750ه قصيدة سماها: «الكفاية البديعية في المدائح النبوية»، وأنشأ عز الدين الموصلي المتوفى سنة 789ه قصيدة بديعية، عقبها بشرح سماه: «التوصل بالبديع إلى التوسل بالشفيع»، وجاء ابن حجة الحموي المتوفى سنة 837ه، فنظم بديعية سنتكلم عنها بشيء من التفصيل، وجاء ابن المقري المتوفى سنة 837ه، فأنشأ بديعية سماها: «الجواهر اللامعة، في تجنيس الفرائد الجامعة للمعاني الرائعة»، ثم جاء السيوطي فعارض ابن حجة ببديعية سماها: «نظم البديع، في مدح خير شفيع»، ثم اندفع الناس في هذا الفن: فللسيدة الباعونية بديعيتان، ولأبي الوفاء بن عمر الفرضي بديعية، وللسيد عبد الهادي الإبياري بديعية، وللشيخ طاهر الجزائري بديعية، ولابن خير الله الخطيب العمري بديعية، ولعبد الغني النابلسي بديعيتان، ولقاسم بن محمد الحلبي بديعية، ولصدر الدين الحسيني بديعية، ولشعبان الآثاري بديعية.

4 (10)

ناپیژندل شوی مخ