معقول او نا معقول په زموږ فکري میراث کې

زکي نجيب محمود d. 1414 AH
93

معقول او نا معقول په زموږ فکري میراث کې

المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري

ژانرونه

الإسلام والشريعة الإسلامية تتناقض مع العقل. (ب)

معجزات محمد (عليه السلام):

فروض عامة.

تواريخ المعجزات، ومن بين المعجزات التي يعدها المسلمون دلائل على نبوة محمد القرآن نفسه؛ نقد إعجاز القرآن. (ج)

نقد التواتر في الإسلام. (3)

العلم ضد النبوة: (أ)

الكلام الإنساني حادث بطبعه، ولا يرجع في أصله إلى الأنبياء. (ب)

والفلك والموسيقى لا يرجعان في أصلهما إلى الأنبياء. على أن ما نهتم له في كتابنا هذا ليس هو الأوجه المعينة التي هاجم بها الإسلام هذا أو ذاك، والأوجه المعينة التي رد بها المدافعون عن الإسلام، بل نهتم في الدرجة الأولى بالحركة العقلية من حيث هي، فيكفينا أن نعلم كيف كان القوم يصطرعون بالحجة ويعتركون بالمنطق والدليل، ولقد بلغوا في ذلك أقصى المدى إبان الفترة التي هي الآن محور حديثنا، أعني القرنين التاسع والعاشر بالتاريخ الميلادي (الثالث والرابع بالتاريخ الهجري)، ولا عجب؛ فها هنا فقط أخذت العقيدة الإسلامية تتخذ صورتها الكاملة من الناحية العقلية الجدلية، بفضل الحوار الذي تبادله المعارضون والمؤيدون، مما أرهف قوة الحجة وضاعف من صلابة الدعائم، وأما قبل ذلك - أعني في القرنين الأولين من تاريخ الإسلام: السابع والثامن، فقد كان المألوف أن نجد شعوبا بأسرها، أو قل جماعات كبرى من تلك الشعوب، قد أسلمت، لكنها - عن وعي منها بذلك أو غير وعي - ظلت محافظة على كثير جدا من ميولهم الوجدانية نحو ما كانت تنزع إليه عقائدهم السابقة على الإسلام؛ وذلك يفسر سهولة انزلاق بعضهم - ومنهم من كانوا من صفوة المثقفين - في طريق «الزندقة»، أعني في طريق الارتداد إلى العقائد الأولى، حتى وإن ظلوا مستمسكين بقشرة إسلامية خارجية، يقول «نيبرج» في مقدمته لكتاب «الانتصار» للخياط: «إن التاريخ يدل على أن أمر الإسلام لم ينفذ إلا تدريجا، ولم يخط إلا خطوة خطوة، ولم يزل في دار الإسلام عدد كبير من [أصحاب الديانات الأخرى الذي أقاموا لعقائدهم قواعد فلسفية ترتكز عليها] على حين كان الإسلام في بادئ أمره لم يبين علماؤه عقائده، ولم يبحثوا عنها على طريق منطقي فلسفي ...» (كتاب الانتصار، ص54-55 من مقدمة نيبرج).

على أنه إذا كان الطريق - في رأينا - صاعدا نحو ازدياد النضج الفكري فقد يراه آخرون طريقا هابطا نحو النقص بعد الكمال، فها هو ذا أبو القاسم الصقلي في «كتاب الأنوار» (نقلا عن ابن عباد الرندي في «الرسائل الصغرى»، ص75) ينظر إلى مسار الفكر الإسلامي منذ بدايته، فيقول: «كان أخص الناس بفهم علم الكتاب وشرح معرفة السنة وعمل الرسول أهل القرن الأول؛ لأنهم أفضل الناس عقلا وأوسعهم علما، ثم جاء القرن الثاني، فكانوا أعقل الناس وأعلمهم - بعد الصحابة - بمعاني آي الكتاب، والعمل بالاقتداء، وفهم ما شرحه الصحابة من البيان، غير أن الإيثار الذي خص به الصحابة رق في التابعين ... ثم جاء القرن الثالث فذهب أكثر العلم ... وقل فيهم الخوف والرجاء، والصبر والشكر، وكثر فيهم الخوض والجدل، والخصومة والمراء ... وصارت الحقيقة خصوصا والجهالة عموما، ثم جاء القرن الرابع فاضطرب الأمر في الحق، واستوحشت طرق الهداية للسالكين لها وكثر النفاق ... وفسدت النيات في ذات الله ... غير أن في الناس بقايا من أهل التصديق بالقدرة، متحققين بالإيمان بالقدر، فإذا حل دخول القرن الخامس اشتد البلاء بأهل الإسلام خاصة فيما بينهم، فكان الكل على الكل في القريب والبعيد ... فإذا دخل القرن السادس ذهب أهل التصديق وبقي أهل الإنكار، وسلب الناس عقل البصيرة، وبقي عقل الحجة عليهم وذهب الإسلام فلم يبق إلا اسمه، ثم العجب العجب أهل القرن السابع وهم أشرار الناس ...» - لكن أبا القاسم الصقلي ربما كان يحصر رؤيته في حدود الإيمان الصادق، وبذلك لم يستطع أن يرى إلا ضعفا فيه يزداد مع الزمن، أما نحن فرؤيتنا موجهة إلى جانب آخر، هو التفكير العقلي فيما يعرض لأهل النظر من مشكلات، وعندئذ لا نرى إلا صعودا حتى آخر القرن العاشر (الرابع الهجري) وقد لا يكون بين النظرتين من تناقض، إذ ربما سار الضعف في الإيمان جنبا إلى جنب مع القوة في الحجاج المنطقي.

46

ناپیژندل شوی مخ