ليطب ليلك على هذا الرجاء.
بنكو :
حمدا يا سيدي وليطب ليلك. (يتوارى بنكو وفليانس وأحد الخادمين.)
مكبث (مخاطبا الخادم الآخر) :
اذهب فقل لسيدتك، أن تقرع الجرس متى أعدت لي شرابي، ثم اذهب إلى مرقدك. (يخرج الخادم)
أهذا خنجر يلوح لي متجه المقبض نحو يدي. أنلني منك ما تنضم عليه الأنامل. تفر، ولكنني ما أنفك أراك، ألا يقع عليك اللمس كما يقع النظر، أم لست غير خنجر مخيل من وضع فكر ذاهل مخبل؟! على أنني أجدك - ومنالك من كفي منال هذا الخنجر الذي أجرده الآن من قرابه - تمشي أمامي لتهديني سبيلي وتتمثل بين يدي أشبه بالخنجر الذي كنت عازما على الطعن به. لعيناي بانفرادهما خير من جميع حواسي الأخر. أو شد ما هما مخدوعتان! إنك لنصب مقلتي لم تبرح، وإني لأتبين منك على الشفرة والمقبض قطرات دم، لم تكن عليهما منذ حين لا وجود لشيء من كل هذا، ولكن نية القتل هي التي تغشى نظري بآية من سحرها. في هذه الساعة تهدأ الطبيعة في شطر من شطري هذه الكرة هدوء الموت، وينخدع النيام بأحلام سيئة، تخامرهم في مضاجعهم. في هذه الساعة تقدم الساحرات للهرة الصفراء الجنية هيكات قربان الظلام. في هذه الساعة ينهض الاغتيال عاري الأشاجع، ضامر التجاليد، سامعا عواء الذئب، والذئب حارسه، الذي يعين له بصوته الميقات، ويعطيه الشعار فيزحف منسابا، صامت الخطى، زحف السلاب، ويسطو بفريسته. أنت أيتها الأرض الصلبة الوطيدة، لا تسمعي وقع قدمي، واجهلي الطريق التي يسلكانها مخافة أن تدل أحجارك على المكان الذي أذهب إليه بقعقعة ينفر منها السكوت الرهيب، الذي هو أصلح شيء لمثل هذه الساعة. إلا أني أهدده، وإنه لحي لم يزل. لا شيء يبرد حرارة الفعال، كالإكثار من الأقوال. (يسمع قرع الجرس)
لنمض فيما نويناه. الجرس يدعوني. لا تسمعه يا «دنكان». إنه لصوت المشيع الذي يصحبك، إما إلى النعيم، وإما إلى الجحيم. (يتوارى)
المشهد الثاني
المكان نفسه، تدخل لادي مكبث
لادي مكبث :
ناپیژندل شوی مخ