سيتن :
مولاي إعوالات نسوة.
مكبث :
عجبت لي كيف نسيت إحساس الفزع ... فقد مر بي وقت لو علا من الظلمة صوت لجمدت من التهيب، ولو سمعت سيرة محزنة لتصلب شعري على رأسي، كأنها الأشباح أحياء بأرواح، لكنني الآن شبعت من الروع، وقد ألفت فكرتي القاتلة أفظع الأشياء فلن أجزع من شيء. علام هذا النحيب؟
سيتن :
مولاي الملكة ... ماتت.
مكبث :
كان خيرا لها أن تؤجل أجلها، وتنتظر ريثما يتسنى لي الاهتمام بخبرها. هكذا تتصرم الأيام من حيث لا نشعر بها، متوالية إلى آخر هجاء من أهجية الكتاب، الذي يحرر فيه الدهر أحداثه وسيره. كل ليلة تنقضي تمهد لبعض الأناسي الضعاف طريق القبر. انطفئ انطفئ أيها النور المستعار هنيهة. ما الحياة؟ إن هي إلا ظل عابر، إن هي إلا الساعة التي يقضيها الممثل على ملعبه متخبطا تعبا، ثم يتوارى ولن يرى. إن هي إلا أقصوصة يقصها أبله بصيحة عظيمة، وكلمات ضخمة، على حين أنها خالية من كل معنى. (يدخل رسول.)
مكبث (مستمرا) :
وراءك نبأ؟ تكلم أسرع!
ناپیژندل شوی مخ