ابو العلاء معری د زمانو توپان
أبو العلاء المعري زوبعة الدهور
ژانرونه
يقول أرسطو: «المنفرد إما بهيمة وإما إله.» ويأبى أدبنا وأدب كل ذي عقل حتى من ألد أعداء أبي العلاء أن نعده بهيمة. ويأبى توحيد المعري المنزه أن نسميه إلها ولو بالمعنى اليوناني؛ فشيخنا يرى تطهير النفس بالنسك ويعتقد بخلودها.
كان الشيخ مهتاجا قبل أن يبلغ ذروة الحلم و«الجودة» فعنف الناس فظن دارسوه أنه متشائم، لا تشاؤم لا تفاؤل، ما هناك إلا توبيخ وتبكيت التماسا للصلاح، أراد الإصلاح فصك الإنسانية صكة أعمى ...
تعرض أبو العلاء لجميع الشئون الاجتماعية حتى تقسيم الثروة فسخط على أهل عصره. وقد كان توزيع الثروة ولا يزال، حيث عاش أبو العلاء، غير عادل. أما الخمرة، مشكلة المشاكل، فهو أبغض الناس لها، والفاطميون اليوم من مذهبه هذا. إنهم يتحوبون من عصرها وبيعها وقبض أثمانها، وقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك فحرموا التدخين والتسعط، ولكنهم أباحوا القهوة ويؤثرون التعفف عنها.
أما العقل الفاطمي فهو: «الله هو معل العلة الأولى التي هي العقل، والعقل هو مبدع الكون ومدبره، فالخالق منزه مستريح.»
والعقل الإنساني عندهم نوعان: جسماني وروحاني؛ فالجسماني هو العقل المعلوم، والروحاني هو عقل أرسطو. الجسماني فعال ومنفعل، يتأثر ويؤثر، وهو يمثل العقل الروحاني في فضائله وأعماله الحسنى.
و«الصدق» رأس الإيمان، وهو يمثل العقل، أما الشيطان فيمثل الكذب.
ويغلو الفاطميون في الصدق غلوا كبيرا، فإذا قال «جويد» منهم كلمة فعليه أن يقوم بها، وإذا نوى فلا بد من التنفيذ، وكلمة «طلع قول» مشهورة عنهم.
حكي أن أحدهم قال لأهله إنه ذاهب لزيارة أحد الإخوان في إحدى القرى المجاورة - بيصور - فما خرج من باب بيته حتى رآه أخاه الذي يقصد زيارته قدام الباب. دعاه إلى بيته وذهب هو إلى زيارته كما زعم، ثم رجع إليه وقص عليه الخبر. ومثل هذه حكايات كثيرة تروى ينفذ بها «القول» تنفيذا لا هوادة فيه ولا رفق.
أما الصوم عندهم فصومان: جسدي، ويكون في التعفف عن المآكل والمشارب، ونفسي، وهو ترك المعاصي والمآثم، والصوم الأخير أجل وأسمى عند أبي العلاء وعندهم.
إن الجسد قميص يبلى. ينزع ثم يؤخذ غيره. والنفوس هي هي لا تزيد ولا تنقص. أما «الحساب » فيدان الشخص باعتباره كائنا خالدا، ويحاسب على جميع ما مر به من أطوار. أما الثواب فيكون بالملذات الروحية لا الجسدية؛ ففي الملكوت الفاطمي تتنقى النفوس وتتطهر بدورانها. وفي تنقلها من قميص - أي من جسد إلى جسد - قد تلاقي عناء وجهدا، وفي هذا يقول أبو العلاء، ولا بأس من إعادته هنا:
ناپیژندل شوی مخ