عرب په اندلس کې نړیوالې جګړې
معارك العرب في الأندلس
ژانرونه
ولا كتب إلا المشرفية والقنا
ولا رسل إلا الخميس العرمرم
وما كان من المنصور بعد أن تلقى كتاب ألفنس ورد عليه إلا أن نشط للحرب يعد أهبته، ويعبئ الجيوش ويبعثها إلى الأندلس.
حتى إذا تم له الحشد العظيم عبر إلى الجزيرة الخضراء، فانضمت إلى جنوده العساكر الأندلسية، فتألف منها جميعا جحفل جرار يضيق عنه الفضاء - كما يعبر ابن الأثير - وتقدره بعض الروايات المغالية بستمائة ألف مقاتل، وكان الجيش النظامي فيه مؤلفا من قوات الموحدين الخاصة، ومن الفيالق الأندلسية، وسائره جموع غفيرة غير نظامية من قبائل العرب والبربر الراغبين في الحرب والجهاد.
ومما يجدر ذكره أن جيش الموحدين النظامي كان من أرقى الجيوش في ذاك العصر، ويعود الفضل في إنشائه وتنظيمه إلى الأمير عبد المؤمن خليفة المهدي؛ فإنه كان ذا خبرة عظيمة في تدريب الجيوش وقيادتها وإدارة حركاتها؛ فقد ابتنى في مراكش مدرسة عسكرية يجتمع بها نحو ثلاثة آلاف طالب من الأشراف يسمون الحفاظ وطلبة العلم، وكان يمتحنهم بنفسه ليقف على تقدمهم في فنون القتال؛ فيشهد رياضتهم على أبواب الطعن والضرب والرمي والمبارزة، والعدو وركوب الخيل، والسباحة وقيادة السفن والوثب إلى سفن الأعداء ومعارك البحار.
فهذه العناية بتنطيم الجند ضمنت للموحدين جيشا مدربا أجمل تدريب، يطمئنون إليه في محاربة أعدائهم، ويجني لهم الظفر في أغلب المواقع.
وكان الخليفة المنصور يرمي في زحفه الرهيب إلى مساورة طليطلة عاصمة قشتالة، فبلغه أن ألفنس الثامن حشد جيوشه بين قرطبة وقلعة رباح (Calatrava)
بالقرب من حصن الأرك (Alarcos) ، ويسميه ابن الأثير وابن خلكان مرج الحديد؛ فغير خطته ودلف إلى لقائه حيث يرابط بعساكره، فلما صار منه على مسافة يومين عقد مجلسا للشورى من كبار القواد وأصحاب الرأي ليتفق وإياهم على الطرق التي ينبغي اتباعها، وكان القواد الأندلسيون أدرى من غيرهم بمكايدة الإسبان ومعاكسة أساليبهم؛ فأحب أن يسترشد بنصائحهم، فاستشار خصوصا القائد أبا عبد الله بن صناديد لما يعرف عنه من الحنكة وصدق النظر، فأشار عليه بتوحيد القيادة وخطة القتال، وأن يعهد في قيادة العساكر الأندلسية إلى رؤسائهم؛ لأنهم لا يحسنون الحرب، ولا يتحمسون لها إذا أقيم عليهم قواد غرباء، وأشار أيضا بأن تقدم الجنود النظامية لمجابهة العدو والتقاء حملته إذا حمل، وأن تبقى القوات غير النظامية واقفة على أهبتها احتياطا للنجدة، وأن ينزل الخليفة بحرسه الأبيض والأسود وراء التلال القريبة، فإذا تراوح الفريقان غار النصر فاجأ العدو بهجوم صاعق فيقضي عليه.
استحسن المنصور هذه الآراء وأمر القادة بالتزامها، ثم أناط الرئاسة العليا بوزيره أبي يحيى بن أبي حفص، وكان على شجاعته صاحب خبرة ودراية.
وأما جيش قشتالة، فلم يكن ضئيل الحشد، فهو على رواية المستشرق جوزف أشباخ، يزيد على مائة ألف مقاتل، وتبالغ الرواية العربية فيه فترفعه إلى ثلاثمائة ألف، ومع ذلك كان لا يوازي جيش الموحدين في عدده؛ فإن تعبيتهم يفوتها الحصر والإحصاء.
ناپیژندل شوی مخ