عرب په اندلس کې نړیوالې جګړې
معارك العرب في الأندلس
ژانرونه
إلا أنها تمكنت من الفرار وأخذت تدس لزوجها وتؤلب عليه الأنصار من قشتالة ولاون وأشتوريش؛ فنشبت في إسبانية حروب أهلية أدمتها عدة سنوات، وخاض غمارها ألفنس ابن أوراكا منازعا أمه من جهة وألفنس المحارب من جهة أخرى ... على أنها كانت تتوقف حينا بعد آخر ليردوا غزاة المرابطين عن بلادهم، أو ليغيروا على ثغور الأندلس.
ولبثت إسبانية قلقة لا تستقر على حال، حتى يئس ألفنس المحارب من خضوع قشتالة، فسكت عن المطالبة بحقوقه، مكتفيا بلقب قيصر إسبانية؛ أسوة بألفنس السادس، وكان الحبر الأعظم قد أقر فسخ الزواج بمانع القرابة، فانفصلت أوراكا عن زوجها انفصالا شرعيا، ثم أزال بسلطانه الروحي خلاف الأم وولدها على أن يملكا معا، فتم الصلح بينهما في اجتماع عقد سنة 1124.
وكان ملك أرغون - مع اشتغاله بالفتنة الأهلية - لا يفتر عن مجاهدة المرابطين ومنعهم من الإيغال في بلاده؛ فقد أغار علي بن يوسف بن تاشفين على ولاية طليطلة، فاستولى على طائفة من حصونها، وافتتح مجريط (مدريد)، ووادي الحجارة (Guadalajara)
وسواهما، ثم عاد إلى مراكش وبقي قائده مزدلي يتابع بعده الغارات.
وحدثت عدة مواقع في جهات مختلفة من الولايات الإسبانية رافق النصر في أكثرها المرابطين؛ فافتتحوا عددا من المدن والقلاع، وأتلفوا الحقول والمزارع؛ فأصيبت البلاد من جراء ذلك بقحط شديد، ونالها من العناء ما أضيف إلى ما تعانيه من حربها الداخلية التي انتفعت بها جيوش ابن تاشفين، ويقينا لو أن المرابطين وأهل الأندلس على وفاق خالص لكانت الفرصة يومئذ أسنح ما يرجى لاكتساح العدو والقضاء عليه، ولكن أمراء الأندلس كانوا ناقمين على الدولة الإفريقية لاستطالتها على ولاياتهم، واغتصابها السلطة من أيديهم، فلم يولوها المعونة الصادقة، بل ربما وجدت فيهم من يمالئ الأعداء؛ فإن أمير سرقسطة عبد الملك بن هود ساءه أن يصبح المرابطون سادة في عاصمته يعود الأمر إليهم، وهو ليس له أمر؛ فانتفض عليهم غير ناظر في نتيجة عمله.
كان شجاعا كأبيه المستعين، ولم يكن كأبيه ذكاء وفطنة، فخرج من سرقسطة برجاله وأهله، فقصد إلى حصن روطة (Roda)
فامتنع به، ولو اكتفى بعمله هذا لهان الخطب، ولكن مقته للمرابطين ضرب على عينيه غشاء من الغفلة؛ فتورط في عقد محالفة مع ألفنس المحارب، ناسيا أن حليفه الجديد يطمع من زمن في امتلاك سرقسطة ليزيل عقبة كأداء تواجه مملكته، وتحول بينه وبين حرية الملاحة في نهر إبره، وما كان ينبغي له أن ينسى - والعهد قريب - مهاجمة الأرغونيين لعاصمته غير مرة، وارتدادهم عنها خاسرين أمام مزدلي قائد المرابطين، بل ما كان ينبغي أن ينسى مقتل أبيه المستعين وهو يدافع عن حصن تطيلة (Tudela)
سنة 1110 ليمنع ملك أرغون من التقدم إلى سرقسطة.
فلما تمت المعاهدة بين الأميرين زحفت جيوشهما متحدة إلى المدينة فحاصرتها حصارا شديدا، وأكرهت المرابطين على الخروج منها فتركوها سنة 1117م/511ه بعدما حاولوا استردادها تكرارا دون جدوى، حتى تمزق جيشهم في المعركة الأخيرة التي اصطلى نارها الأمير تميم.
وهنا تختم مأساة سرقسطة؛ فإن ألفنس المحارب بعد أن بات بمأمن من خطر المرابطين عاوده الطمع في الاستيلاء على تلك القاعدة الحيوية لمملكته، فطلب إلى حليفه أن يتنازل له عنها، فكان جواب عبد الملك رفضا أبيا، واستعدادا للدفاع.
ناپیژندل شوی مخ