موالي أبى بكر وولده [١] رضى الله عنه
بلال المؤذن- وهو: بلال بن رباح [٢]، وأمه: حمامة. وكان من مولّدى «مكة» لرجل من «بنى جمح»، فاشتراه «أبو بكر» بخمس أواق وأعتقه، وكان يعذب في الله.
وشهد «بلال» بدرا والمشاهد كلها. وهو أوّل من أذّن لرسول الله- ﷺ فلما قبض رسول الله- ﷺ أتى «أبا بكر» فاستأذنه إلى الشام. فأذن له، فلم يزل مقيما بها، ولم يؤذّن بعد النبيّ- ﷺ.
فلما قدم «عمر» «الشام» لقيه، فأمره أن يؤذن، فأذّن. فبكى «عمر» والمسلمون. وكان ديوانه في «خثعم»، فليس بالشام حبشىّ إلا وديوانه في «خثعم» . وهلك هناك.
قال الواقدي:
كان «بلال» من مولّدى: السّراة، فيما بين اليمن والطائف، وكان يكنى:
أبا عبد الله، وكان رجلا شديد الأدمة، نحيفا طوالا أجنأ «١»، له شعر كثير، خفيف العارضين، به شمط كثير، وكان لا يغيّر شيبة، ومات بدمشق سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، [وقبره بدمشق [٣] .
عامر بن فهيرة- ومن موالي أبى بكر: عامر بن فهيرة، كان للطّفيل ابن الحارث، أخى عائشة لأمها: أمّ رومان. وأسلم «عامر بن فهيرة»، فاشتراه «أبو بكر» فأعتقه، وكان ممن يعذب في الله.