============================================================
فظل كأته قذ علمت سواد المزن اقذاف الحوامي(1) يصف وعلا توجس ركز القناص، أي تسمع الركز(2) أيقن أنه إن أقام .
والإقامة التأئي بأن سيغوله أي سيهلكه (حفز الإمام) يعني الوتر أي يحفز السهم .
والحفز: الإعجال، وإنما سمي الوتر إماما تشبيها بالخيط الذي يمد على البناء، قال الشاعر: و خلقته حتى اذا تم واستوى كه اق آو تن امام قرنت بحقويه ثلائا فلم يزغ 2 لى القصد حتى بصرت بسدمام يصف سهما. وقوله (خلقته) أي ملسته - والأخلق: الأملس- حتى صار كأنه مخة ساق في استوائه وملاسته، أو كأنه متن إمام، يعني الخيط الذي تقدم ذكره. (قرنت بحقويه(2) ثلاثا) يعني ثلاث قذذ، وهي الريش، والواحدة قذة.
(فلم تزغ عن القصد) إذا لم تمل عن قصدها (حتى بضرت) أي أصابتها البصيرة وهي الدم . و(الدمام) كل ما طليت به شيئا فهو دمام. يقال: دم قذرك، أي اطلها بالطحال حتى تقوى، قال الشاعر: اكأنه من ذم الأجواف مدموم" يقول: هذا السهم نفذ من الجوف فلم يرده شيء حتى خرج من الشق الآخر، وهو مطلي بالدم.
قوله (فظل كأنه قد علمته) يعني الوعل. يقول: لما توجس الرامي صار في حوامي الجبال وهي الأطراف المشرفة و(الأقذاف) النواحي، يقول فصار هذا الوعل في هذه الأقذاف - وواحد الأقذاف قذف - فدنا من السحاب فكأن الأقذاف قد علمته سواد المزن.
(1) من البحر الوافر.
(4) الحقو بالفتح : الخصر (2) الصوت الخفي
مخ ۵۳