52

معاني القرآن و إعرابه

معاني القرآن وإعرابه

پوهندوی

عبد الجليل عبده شلبي

خپرندوی

عالم الكتب

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٠٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ويجوز أنْ تُبْدِلَ من الهمزَةِ ياءً فتقول: " مستهزِيُونَ " فأما " مستَهْزون " فضعيف لا وجه لَه إلا شاذًّا على لغة،. من أبدل الهمزة ياء فقال في استهزأت: استهزيت. فيجب على لغة، استهزيت أن يقال، مستهزون. * * * وقوله ﷿: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥) فيه أوجه من الجواب: فمعنى استهزاء اللَّه بهم أنْ أظْهرَ لَهُمْ منْ أحْكامِهِ في الدنْيَا خلافَ مَا لهمْ في الآخرة، كما أظهروا من الِإسلام خلاف ما أسَرُّوا. ويجوز أن يكون استهزاؤُه بهم: أخذه إِياهم من حيث لا يعلمون، كما قال ﷿: (سَنَسْتَدْرجُهمْ منْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُون). ويجوز - واللَّه أعلم - وهوَ (الوجه) المختار عند أهل اللغة أن يكون معنى يستهزئُ بهم يُجازيهِمْ على هُزئِهِمْ بالعَذاب، فسمَّى جزاءَ الذَنْب باسْمِه كما قال ﷿: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) فالثانية ليست سيئة في الحقيقة، ولكنها سميت سيئة لازدواج الكلام. وكذلك قوله ﷿: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) فالأول ظلم والثاني ليس بظلم ولكنه جيءَ في اللغة باسم الذنب ليعلم أنَّه عقاب عليه وجزاء به. فهذه ثلاثة أوجه واللَّه أعلم. وكذلك يجري هذا المجرى قوله ﷿: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)

1 / 90