203

معاني القرآن و إعرابه

معاني القرآن وإعرابه

ایډیټر

عبد الجليل عبده شلبي

خپرندوی

عالم الكتب

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٠٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت

وقوله ﷿: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (١٦٨)
هذا على ضربين: أحدهما الإباحة لأكل جميع الأشياءِ إلا ما قد حظر
الله ﷿ من الميتة وما ذَكر معهَا، فيكون (طَيِّبًا) نعتًا للْحَلَال، ويكون
طيبًا نعتًا لما يستطاب، والأجود أن يكون (طَيِّبًا) من حيث يطيب لكم، أي لا تأكلوا وتنفقوا مما يحرم عليكم كقوله ﷿:
(وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ).
* * *
وقوله ﷿: (وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ).
أكثر القراءَة خُطُوات بِضَم الخاءِ والطاءِ، وإن شئت أسكنْتَ الطاءَ.
(خُطوَات) لثقل الضمة، وإن شئت خُطَواتٍ، وهي قراءَة شاذة ولكنها جائزة في العربية قوية، وأنشد الخَليلُ وسيبويه وجميع البصريين النحويين:
ولما رَأوْنا بَاديًا رُكُبَاتُنَا. . . عَلَى مَوْطِنٍ لا نَخْلِطُ الجدَّ بالهَزلِ
ومعنى (خطوات الشيطان) طرقه، أي لا تَسْلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه
الشيطان.
* * *
وقوله ﷿: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٧٠)
معنى (ألفينا) صَادَفْنا، فعنَّفهم اللَّه وعاب عليهم تقليدهم آباءَهم.
فقال: (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ).

1 / 241