152

معاني القرآن و إعرابه

معاني القرآن وإعرابه

پوهندوی

عبد الجليل عبده شلبي

خپرندوی

عالم الكتب

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٠٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت

ليس أنه على طريق السلب للنبي ﷺ شيئًا أوتيه من الحكمة وقيل في (أو ننْسِهَا) قول آخر وهو خطأ أيضًا، قالوا أو نَتْرُكُهَا " وهذا يقال فيه نسيت إذا تركت، ولا يقال أنسيت أي تركت، وإنما معنى (أو ننسها) أو نَتركِها أي نأمر بتركها، فإِن قال قائل ما معنى تركها غير النسخ وما الفرق بين الترَك والنسخ؟
فالجواب في ذلك أن النسخ يأتي في الكتاب في نسخ الآية
بآية فتُبطِل الثانيةُ العملَ بالأولى.
ومعنى الترك أن تأتي الآية بضرب من العمل
فيؤمر المسلمون بترك ذَلك بغير آية تَأْتِي ناسخة للتي قبلهَا، نحو
(إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ)
ثم أمر المسلمون بعد ذلك بترك المِحْنَة.
فهذا معنى الترك، ومعنى النسخ قد بيَّنَّاه فهذا هو الحق.
ومن قرأ " أو نَنْسؤُها " أراد نؤَخًرُها. والنَّسْءُ في اللغة التأخير، يقال: نسأ
اللَّه في أجله وأنْسَأ اللَّه أجله أي أخر أجله.
وقوله: (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا).
المعنى بخير منها لكم، (أوْ مِثْلِها) فأما ما يؤتى فيه بخير من المنسوخ
فتمام الصيام الذي نسخ الِإباحة في الِإفطار لمن استطاع الصيام.
ودليل ذلك قوله: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) فهذا هو خير لنا كما قال اللَّه
﷿.
وأمَّا قوله (أَوْ مِثْلِهَا) أي نأْتي بآية ثوابها كثواب التي قبلها، والفائدة في

1 / 190