94

معاني القرآن

معانى القرآن للأخفش [معتزلى]

پوهندوی

الدكتورة هدى محمود قراعة

خپرندوی

مكتبة الخانجي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

فهو مثل قولك: "لا تَجْزِي عنك شاة" و"يجزى عنك درهم" و"جَزى عنك درهمٌ" و"وجَزَتْ عنك شاةٌ". فهذه لغة أهل الحجاز لا يهمزون. وبنو تميم يقولون في هذا المعنى: "أَجْزَأَتْ عنهُ وتُجزِىءُ عنه شاة" وقوله "شيئا" كأنه قال: "لا تُجْزِىءُ الشاةُ مُجْزى ولا تُغْنِي غَناءٌ". وقوله ﴿عَن نَّفْسٍ﴾ يقول: "مِنْها" أي: لا تكون مكانها.
وأما قوله ﴿وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ﴾ فانما ذكر الاسم المؤنث لان كل مؤنث فرقت بينه وبين فعله حسن أن تذكر فعله، إلاّ أَنَّ ذلك يقبح في الانس وما أشبههم مما يعقل. لأنَّ الذي يعقل أشد استحقاقا للفعل. وذلك ان هذا انما يؤنث ويذكر ليفصل بين [٤١ء] معنيين. والموات كـ"الارض" و"الجدار" ليس بينهما معنى كنحو ما بين الرجل والمرأة. فكل ما لا يعقل يشبه بالموات، وما يعقل يشبه بالمرأة والرجل نحو قوله ﴿رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ لما أطاعوا صاروا كمن يعقل، قال ﴿وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ فذكر الفعل حين فرّق بينه وبين الاسم، وقال ﴿لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ﴾ وتقرأ ﴿تُؤْخَذُ﴾ . وقد يقال أيضًا ذاك في الانس، زعموا أنهم يقولون "حَضَر القاضيَ امرأةٌ". فأما فعل الجميع فقد يذكّر ويؤنث لأن تأنيث الجميع ليس بتأنيث الفصل الا ترى أنك تؤنث جماعة المذكرّ فتقول: "هِيَ الرَِّجالُ" و"هِيَ القومُ"، وتسمي رجلا بـ"بعال" فتصرفه لان هذا تأنيثٌ مثلُ التذكير، وليس بفصل.

1 / 95