King’s College »، وكنا نفرا من الأصدقاء في غرفة واحد من أصدقائه. كان هذا الإنسان يتحدث بعفوية حيوية، وأحببت كتبه وأحببت مؤلفه. وكان بصحبتنا خلال تأدية إحدى الشعائر - وربما توجب علي أن أقول «العبادة» - في كنيسة الكلية التي قادنا إليها عميد الجامعة.
كان هذا العميد مضيافا مثلما كانت امرأته أيضا. لم يكن بوسعه أن يعرف أن طه يصاب بداء الحساسية إذا ما تناول الفطر؛ فبعد العشاء الذي أقامه على شرفنا ذلك المساء، وبينما كان طه يستقبل معي مدعوينا للأمسية التي أقمناها، إذا به يتهافت فجأة ويسقط على الأرض، وعم الانفعال والبلبلة، وسرعان ما حضر الطبيب ورجلان ليحملاه إلى المصعد فاقدا وعيه، ثم إلى غرفته لاتخاذ الإجراءات المعتادة. وفي اليوم التالي أعلنت صحف لندن أن وزير التربية المصري أصيب بإغماء في أثناء حفلة استقبال، كما أذاعت ذلك الإذاعة البريطانية، وتهافت علينا سيل من البرقيات القلقة.
واستمرت أيامنا حافلة بشتى البرامج، وقد تفاهم طه على نحو جيد مع وزيرة الشئون الاجتماعية؛ فقد وجدا نفسيهما على اتفاق تام حول نقطة تتعلق بالتربية البدنية، أظن أنها كانت الملاكمة، وكانت راضية عن ذلك إلى حد بعيد؛ لأننا لم نكن نتفق معها بشكل عام في الأمور الأخرى.
زرنا عددا من الكليات، وأخذت لنا فيها مجموعة من الصور تروق لي؛ ففيها بدا طه في منتهى الحيوية والسعادة، مثلما كان دوما بين طلابه وتلامذته.
وعلى طريق العودة، قبلنا أمي على عجل.
وسيمنح في الربيع التالي
243
دكتوراه أخرى، هي دكتوراه جامعة أثينا؛ وصلنا إليها دون قصد في الخامس والعشرين من مارس؛ أي يوم العيد الوطني في اليونان، فاستقبلنا بصداقة من قبل الرسميين ومن قبل سفيرنا عدلي أندراوس، وذهبنا في الغداة لوضع باقة من الأزهار على قبر الجندي المجهول.
كان برنامج زيارتنا ذلك اليوم حافلا إلى حد كبير بحيث لم يكن متاحا لي سوى القليل من الوقت لزيارة الأكروبول (وقد زرته من دون طه)، وكنا قد ذهبنا لزيارته لحسن الحظ خلال مرة من مرات هبوطنا العابر هناك.
244
ناپیژندل شوی مخ