وزوجها
202
وأطفالهما الأربعة،
203
بل لقد جاءت معهم أيضا عمتي العجوز القريبة لي بالمصاهرة. وباختصار جاءت كل الأسرة التي تقطن في باريس، ولست في حاجة هنا إلى وصف الكيفية التي ألقينا بها أنفسنا بين أذرع الجميع.
بقيت ستة أسابيع عند أمي، واستطاع مؤنس الحصول على غرفة في شارع أولم ليسكنها وحده خلال السنة الأولى، وبرغم أنه كان مشوشا بسبب عقلية وسلوك طلاب المعهد فإنه سرعان ما تمكن من تكوين مجموعة من الأصدقاء من حوله. كان الكثير منهم قد أدى الخدمة العسكرية خلال فترة طويلة تقريبا، متأخرين بسببها عن متابعة دراستهم؛ الأمر الذي جعلهم تقريبا متقاربين في العمر. وقد كتب مؤنس لأبيه رسالة طويلة وصف له فيها بدقة وعناية مكان إقامته، حتى إن طه كتب لي وهو يتدفق حنانا:
إن المرء ليظن أنه قد تناول ذراعي كي يجعلني أمس بيدي كل الأشياء.
كان الجو في منتهى البرودة، لكن أمي كانت تملك مدفأة على الغاز. ومن حسن الحظ أن استهلاك الغاز لم يكن محددا بكمية معينة آنذاك، وعانينا كذلك من انقطاع الكهرباء، وكان لا بد من السير على الأقدام كثيرا. أما الأصدقاء الذين التقينا بهم من جديد فقد كانوا يدعوننا، وينجحون، بالرغم من كل ما كان ينقصهم، في إعداد وجبات طعام جميلة وحافلة، الأمر الذي كان يمس شغاف القلب منا أكثر مما كان يمسنا ما كنا نأكله، ولم يكن يتركنا دون أن يخلف في نفوسنا شيئا من الحيرة.
كل شيء كان يؤثر في في باريس التي لم تبد لي من قبل على مثل هذا الجمال، بحيث أردت أن أتعرف إلى كل شيء فيها وعنها. تعرفت إلى أناس شاركوا أمي كثيرا من الأيام الصعبة، وعرفت كيف وفرت عليها أختي شر الأشياء، كما علمت بوفيات قاسية تحملها أصحابها بنبل؛ لقد كان الجميع في منتهى العظمة.
ومن بين الآخرين الذين عثرت عليهم آل كويري؛ فقد كان لقائي بهم من جديد فرحة بحد ذاته. وعندما وصلت بيتهم بعد أن قطعت المسافة بين بيتنا في شارع «جي لوساك
ناپیژندل شوی مخ