موسسې د تنصيص په شاهدانو د تلخيص
معاهدة التنصيص
پوهندوی
محمد محيي الدين عبد الحميد
خپرندوی
عالم الكتب
د خپرونکي ځای
بيروت
فَقَالَ لنا هَل فِيكُم أحد من أهل الْبَصْرَة فَقُلْنَا كلنا من أهل الْبَصْرَة فَقَالَ إِن مولَايَ من أَهلهَا ويدعوكم إِلَيْهِ فقمنا إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ نَازل على عين مَاء فَجَلَسْنَا حوله فأحس بِنَا فَرفع طرفه وَهُوَ لَا يكَاد يرفعهُ ضعفا وَأَنْشَأَ يَقُول
(يَا بَعيدَ الدَّارِ عَنْ وَطنهْ ... مُفردًا يَبكي على شَجنهْ)
(كلمَّا جَدَّ الرَّحيلُ بِهِ ... زادتِ الأسْقَام فِي بدنه) // الرمل //
ثمَّ أُغمي عَلَيْهِ طَويلا وَنحن جُلُوس حوله إِذْ أقبل طَائِر فَوَقع على أعالي شَجَرَة كَانَ تحتهَا وَجعل يغرد فَفتح عَيْنَيْهِ وَجعل يسمع تغريد الطَّائِر ثمَّ أنشأ يَقُول
(ولَقدْ زَادَ الفُؤادَ شَجًى ... طائرٌ يَبكي على فَنَنِهْ)
(شَفَّهُ مَا شَفّنِي فَبكى ... كُلنا يَبكي على سَكنهْ)
ثمَّ تنفس نفسا فاضت مَعَه نَفسه فَلم نَبْرَح عِنْده حَتَّى غسلناه وكفناه وتولينا الصَّلَاة عَلَيْهِ فَلَمَّا فَرغْنَا من دَفنه سَأَلنَا الْغُلَام عَنهُ فَقَالَ هَذَا الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف
وَكَانَت وَفَاته سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَمِائَة وَقيل سنة اثْنَتَيْنِ وَمَا ذكر من أَنه مَاتَ هُوَ وَالْكسَائِيّ وَإِبْرَاهِيم الْموصِلِي وهشيمة الخمارة فِي يَوْم وَاحِد وَأَن الرشيد أَمر الْمَأْمُون أَن يُصَلِّي عَلَيْهِم وَأَنه قدم الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف ﵀ لقَوْله
(وسَعَى بهَا قَومٌ وَقَالُوا إنَّها ... لَهيَ الَّتِي تَشقىَ بِها وتُكابِدُ)
(فَجَحدتُهمْ ليكونَ غَيركَ ظَنُّهم ... إِنِّي لَيُعجبني المحِبُّ الجاحِدُ) // الْكَامِل //
1 / 56