(شعرُك هَذَا كُله مُفْرِطٌ ... فِي بَردِهِ يَا خالدُ البارِدُ) // السَّرِيع //
فعلقها الصّبيان وَلم يزَالُوا يصيحون بِهِ يَا خَالِد يَا بَارِد حَتَّى وسوس وَقد هجا أَبَا تَمام فِي هَذِه الْقِصَّة فَقَالَ فِيهِ
(يَا معشر المرْدِ إِنِّي ناصحٌ لَكُم ... والمرءُ فِي القَوْل بَين الصدْق وَالْكذب)
(لاَ ينكحنَّ حبيبًا مِنْكُم أحدٌ ... فدَاء وَجْعائِهِ أعدى من الجَرَبِ)
(لَا تأمَنوا أَن تحولوا بعدَ ثالثةٍ ... فتركبوا عمُدًا لَيستْ من الخَشبِ) // الْبَسِيط //
وَلما قصد أَبُو تَمام عبد الله بن طَاهِر بخراسان وامتدحه بالقصيدة الَّتِي أَولهَا
(أهُنَّ عوادي يُوسُف وصواحبه ...) // الطَّوِيل //
أنكر عَلَيْهِ أَبُو العميثل وَقَالَ لَهُ لم لَا تَقول مَا يفهم فَقَالَ لَهُ لم لَا تفهم مَا يُقَال فَاسْتحْسن مِنْهُ هَذَا الْجَواب على البديهة
وَذكر الصولي أَنه امتدح أَحْمد بن المعتصم أَو ابْن الْمَأْمُون بقصيدة سينية فَلَمَّا انْتهى إِلَى قَوْله فِيهَا
(إقدام عمر وَفِي سماحةِ حاتمٍ ... فِي حِلم أحنْفَ فِي ذكاء إِيَاس) // الْكَامِل //
قَالَ لَهُ الْكِنْدِيّ الفيلسوف وَكَانَ حَاضرا الْأَمِير فَوق مَا وصفت فَأَطْرَقَ قَلِيلا ثمَّ رفع رَأسه وَأنْشد
(لَا تنُكروا ضربي لَهُ مَنْ دونه ... مَثلا شَرودًا فِي الندى وَالباسِ)
(فاللُه قد ضَرب الأقَلَّ لنوره ... مثلا مِنَ الْمِشكاةِ والنِّبراسِ)
فعجبوا من سرعَة فطنته
وَمَا ذكر من أَنه أنْشد القصيدة للخليفة وَأَن الْوَزير قَالَ أَي شَيْء طلبه فأعطه فَإِنَّهُ لَا يعِيش أَكثر من أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَنَّهُ قد ظهر فِي عَيْنَيْهِ الدَّم من
1 / 41