(يَا نبيَّ الله فِي الشِّعرِ ويَا عِيسَى ابْن مريَمْ ...)
(أنْتَ من أشعرِ خلْقِ الله مَا لم تَتَكَلَّم ...) // من مجزوء الرمل //
وَهَذَا نوع من البديع يُسمى الهجاء فِي معرض الْمَدْح وَمن مليح مَا جَاءَ فِيهِ قَول ابْن سناء الْملك فِي قواد
(لي صاحبٌ أفْديه من صاحبٍ ... حُلْو التّأتِّي حسنِ الاحتيَالِ)
(لَو شاءَ منْ رقةِ ألفاظهِ ... ألَّفَ مَا بَين الهدَى والضلالِ)
(يكْفيكَ منهُ أنَّه ربُما ... قادَ إِلَى المهجورِ طيْفَ الخيال) // السَّرِيع //
وَمِنْه قَول ابْن أبي الإصبع يهجو فَقِيها ذَا ابْنة
(ابنُ فُلاَنِ أكرمُ النَّاس لاَ ... يَمنعُ ذَا الحاجةِ منْ فلْسهِ)
(وَهوَ فقيهٌ ذُو اجتهادٍ وقدْ ... نَصَّ على التَّقليدِ فِي دَرسهِ)
(يستحسنُ البحْثَ على وَجههِ ... ويوجبُ الفِعلَ على نَفسه) // السَّرِيع //
ووفد أَبُو تَمام إِلَى الْبَصْرَة وَبهَا عبد الصَّمد بن المعذل الشَّاعِر فَلَمَّا سمع بوصوله وَكَانَ فِي جمَاعَة من أَتْبَاعه وغلمانه خَافَ من قدومه أَن يمِيل النَّاس إِلَيْهِ ويعرضوا عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ قبل دُخُوله الْبَلَد
(أَنْت بَين اثْنَتَيْنِ تبرز للنَّاس ... وتلقاهُم بوجهٍ مُذالِ)
(لَستَ تنفكُّ راجيًا لوصَالِ ... منْ حَبيبٍ أَو رَاغِبًا فِي نَوال)
(أيُّ ماءٍ يَبْقَى لوَجهكَ هذَا ... بَعدَ ذلِّ الهوَى وذل السُّؤَال) // الْخَفِيف //
فَلَمَّا وقف على الأبيات أعرض عَن مقْصده وَرجع وَقَالَ قد شغل هَذَا مَا يَلِيهِ فَلَا حَاجَة لنا فِيهِ
وَقد تبعه الْأَمِير مجير الدّين بن تَمِيم بقوله
1 / 39