شَدِيدا ثمَّ انهزم فَقَالَ لَهُ غُلَامه أَيْن قَوْلك
(الخيلُ واللَّيلُ وَالبَيدَاءُ تَعرفُنْيِ ... وَالطَّعنُ والضَّربُ والقرطاس والقلم) // الْبَسِيط //
فَقَالَ قتلتني قَتلك الله ثمَّ قَاتل فَقتل
وَيُقَال إِن الخفراء جَاءُوهُ وطلبوا مِنْهُ خمسين درهما ليسيروا مَعَه فَمَنعه الشُّح وَالْكبر فتقدموه فَوَقع لَهُ مَا وَقع
وَكَانَ قَتله يَوْم الْأَرْبَعَاء لست بَقينَ وَقيل لثلاث بَقينَ وَقيل لليلتين بَقِيَتَا من شهر رَمَضَان سنة أَربع وَخمسين وثلثمائة
ومولده كَانَ فِي سنة ثَلَاث وثلثمائة بِالْكُوفَةِ فِي محلّة تسمى كِنْدَة وَلَيْسَ هُوَ من كِنْدَة الَّتِي هِيَ قَبيلَة بل هُوَ جعفي
وَقيل إِن أَبَاهُ كَانَ سقاء بِالْكُوفَةِ وَكَانَ يلقب بعبدان ثمَّ انْتقل إِلَى الشَّام بولده وإِلى هَذَا أَشَارَ بعض الشُّعَرَاء فِي هجوه فَقَالَ
(أيُّ فَضلٍ لِشاعرٍ يطْلب الْفضل ... مِنَ النَّاسِ بُكرةً وَعشيَّا)
(عَاشَ حِينًا يَبيعُ فِي الكُوفةِ المَاء ... وَحينًا يَبيعُ ماءَ الْمحيا) // الْخَفِيف //
وَلَقَد أولع بعض شعراء عصره بهجوه حسدًا لَهُ على فَضله وتمكنه من الْمُلُوك ومراعاة لتيهه وتكبره وَمِمَّنْ أفحش فِي ذَلِك ابْن حجاج فَقَالَ جَارِيا على عَادَته فِي السخف والمجون
(يَا ديمةَ الصَّفع صُبيٍّ ... علَى قَفا المُتنبُّي)
(وَيَا قَفاهُ تَقدَّمْ ... حَتَّى تَصيرَ بْجَنْبِي)
(وَأنتَ يَا ريحَ بَطنِي ... عَلَى سباليه هبي) // المجتث //
وَيَقُول فِيهَا
(إِنْ كُنت أنتَ نَبيًا ... فَالقِرِدُ لَا شكَّ رَبيِّ)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا من قصيدة
1 / 29