92

وأخذ حجاج بلجام فرس السيد عمر مكرم واتجه به نحو باب العزب وهو يصيح بالجموع المتراصة ليفسحوا الطريق للزعيم الكبير.

ولما وصل السيد عمر إلى باب العزب ساعده حجاج وصاحبه أبو شمعة على النزول، وسارا عن يمينه ويساره يسندانه من تحت ذراعيه حتى وصلا إلى خيمة كبيرة كانت منصوبة هناك. وكان في الخيمة أكداس من الأحمال التي غنمها الفتيان، وهي مزيج مختلف من المؤن والأسلحة والثياب وعدد كبير من صناديق مقفلة من الصاج مملوءة بالماء.

وجلس السيد عمر على أحد الصناديق الكبيرة وقال يخاطب حجاجا في صوت خافت: هل تخشى أن يضعف الحصار بعد اليوم؟

فقال حجاج: ولماذا نخشى؟

فقال السيد مترددا: ألم يخذلنا هؤلاء الأرنئود؟

فقال حجاج: وهل كان فيهم قوة لنا؟ نحن أقوى وحدنا وأقرب إلى الانتصار من غيرهم. لست تعلم كيف كانوا يسببون لنا المتاعب كل صباح وكل مساء.

فقال السيد عمر: أعرف أنهم كانوا يخالفوننا ولا تنقطع لهم شكوى. أعرف أنهم كانوا حملا ثقيلا علينا وعلى هذا الرجل الذي أخلص لنا.

فصاح حجاج: من هذا الرجل الذي أخلص لنا؟

فقال السيد عمر: أنت تعرفه بغير شك يا حجاج. ألا تعرف أنه محمد علي؟

فقال حجاج في حنق: والله يا سيدي لو كان الرأي لي ما قبلت مساعدة أحد. هؤلاء جميعا أبناء عم، ولا فرق عندي بين الأرنئود والأتراك. كلهم صنف واحد ولا فرق عندي بين جنس وآخر. هم جميعا يريدون أن يكونوا أسيادا ونحن لا نريد بعد الآن أسيادا . ما لنا نطلب منهم المساعدة ونحن قادرون على الانتصار وحدنا؟ أقسم لك مرة أخرى يا سيدي أننا لن نعود من هنا إلا بالانتصار أو الموت.

ناپیژندل شوی مخ