بل أبو نعيم قد بين في نهاية الأثر أن الصحابة هم المهاجرون والأنصار فقط كما يظهر من كلامه لأنه ذكر الآيات التي وردت فيهم من سورة الحشر ثم قال (فمن انطوت سريرته على محبتهم ودان الله بتفضيلهم ومدتهم وتبرأ ممن أضمر بغضهم فهو الفائز بالمدح الذي مدحهم الله تعالى فقال (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا.. الآية).
أقول: فنحن نبرأ ممن أضمر بغض المهاجرين والأنصار من غلاة السلفية وغلاة النواصب ولا ريب أن أوائل أولئك كانوا ظلمة بني أمية كزياد ومعاوية والوليد وبسر وأبي الغادية ونحوهم.
فكلام أبي نعيم صحيح أنه يجب محبة المهاجرين والأنصار والبراءة ممن عاداهم، ومعاوية الذي يدافع عنه الأخ سليمان قد عادى بقية أهل بدر وأهل الرضوان الذين كانوا قاتلوه بصفين وقتل منهم المئات ولعنهم وتسلط على أبنائهم من بعدهم وغير ذلك مما يطول ذكره.
الملحوظة الواحدة والثلاثون:
ثم نقل الأخ سليمان ص17،18 نقولات حسنة جيدة في مدح الصحابة لكنها لا تنزل على ظلمة الطلقاء الذين خصص كتابه في الدفاع عنهم.
الملحوظة الثانية والثلاثون:
وما ذكره ص19 من شمول الآية (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان..) لجميع الصحابة صحيح وهم المهاجرون والأنصار بنص الآية!!.
لكن في التابعين من بعد المهاجرين والأنصار شرط مهم في الآية وهو (الإحسان) فمن تبع المهاجرين والأنصار بإحسان كان له الأجر العظيم.
أما من تبعهم بغير إحسان كأبي الغادية والحكم وأبي الأعور وحرقوص بن زهير والوليد ومعاوية وبسر والمختار[12].. فلا تشملهم الآية.
الملحوظة الثالثة والثلاثون:
أما ما ذكره الأخ سليمان ص20 من شمول الصحبة لكل مسلم لقي النبي (ص) فقد تمت مناقشة هذا الأمر في البحث الأصلي (كتاب الصحبة والصحابة).
مخ ۲۰