أولا: ما سبق ذكره وهو أن هذا لا يصح إلا في الصحبة الشرعية مثل (لا تسبوا أصحابي) ومثل (أنا وأصحابي حيز والناس حيز..) فلماذا نعمم الحديث وعندنا ما يخصصه في أحاديث أخرى؟! والنصوص تفسر بعضها سواء كانت قرآنية أو حديثية.
ثانيا: أما قول شيخنا عن هذا الحديث (أنه عام ولا يخص أحدا دون أحد)! فنحن وشيخنا يبدو أننا بحاجة ماسة للتعمق في اللغة أكثر! فاللغة العربية وأساليبها لا تقل أهمية عن تعلم علل الأسانيد والمتون، ولأن اللغة واسعة ويأتي فيها الخطاب العام أو المطلق الذي يراد به الخاص وهذا كثير في القرآن والسنة. وقد تحدث عنه الشافعي في كتابه (الرسالة) بل قد سبقت أمثلة كما في حديث (لا تسبوا أصحابي) ونحوه،
فهذا مثل حديث أفضلية القرون الأولى ليس المقصود أن القرن الأول خال من الأشرار، وإنما جاء التفضيل من خيرية مخصوصة لبعض أصحاب تلك القرون لا كلهم فالقرن الذي كان فيهم النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” أفضل من القرن الثاني حتى وإن وجد في ذلك القرن أشرار كالمنافقين والظلمة وإن شئت قل كأبي جهل وعبد الله بن أبي، ومسرف بن عقبة وبسر والحكم والحجاج وزياد والمختار.. الخ.
ويستطيع المجادلون على طريقتكم هذه أن يلزموكم الثناء على هؤلاء لأن النبي “صلى الله عليه وآله وسلم” أثنى على القرن الأول كله ولم يستثن الكفار ولا المنافقين ولا الظلمة ولا أهل الفسق والفجور! وقد علم بأنهم سيفجرون ويفسقون ويظلمون...الخ.
فلو فعلوا ذلك فلن تجدوا لهم جوابا إلا كان جوابا لنا عليكم في إخراج من ساءت سيرته من الأعراب والطلقاء ونحوهم.
فنحن ندعو للتفصيل وعدم الاستدلال بالعمومات والإطلاقات في موضع النزاع وهذا التفصيل ليس محرما لا شرعا ولا عقلا، بل يدل عليه الشرع والعقل والإنصاف وهو طريق أهل العلم.
مخ ۱۵