112

نهج البلاغة

اما كتاب نهج البلاغة فهو [الكتاب الذى اقامه الله حجة واضحة على ان عليا رضى الله عنه قد كان احسن مثال حى لنور القرآن. وحكمته وعلمه وهدايته ، واعجازه ، وفصاحته ، اجتمع لعلى فى هذا الكتاب ما لم يجتمع لكبار الحكماء وافذاذ الفلاسفة ونوابغ الربانيين من آيات الحكمة السامية ، وقواعد السياسة المستقيمة ، ومن كل موعظة باهرة وحجة بالغة تشهد له بالفضل وحسن الاثر ، خاض على فى هذا الكتاب لجة العلم والسياسة والدين فكان فى كل هذه المسائل نابغة مبرزا ، ولئن سألت عن مكان كتابه من العلم فليس فى وسع الكاتب المسترسل ، والخطيب المصقع والشاعر المفلق ان يبلغ الغاية من وصفه والنهاية من تقريظه وحسبنا ان نقول انه الملتقى الفذ الذى التقى فيه جمال الحضارة وجزالة البداوة ، والمنزل الفرد الذى اختارته الحقيقة لنفسها منزلا تطمئن فيه ، وتأوى اليه بعد ان زلت به المنازل فى كل لغة] (1).

[وهو كتاب يتجلى فيه روح شريفة يكسب القارى فى هذا الكتاب منها العصبية للحق ، والشدة فى الدين ، والقصد فى الحكمة والسياسة وعندنا ان الذين يسمون الى الاصلاح فى هذا البلاد يجب عليهم ان يتخذوا هذا الكتاب اماما فى اصلاحهم من جهاته اللغوية. والعلمية ، والدينية

مخ ۱۱۶