الرابع :
أن التاريخ لم يذكر أن الأمويين والعباسيين قبل توليهم كانوا يقولون للأئمة الخارجين من الزيدية إنكم طلاب دنيا ورئاسة إذ الإمامة ليست فيكم وإنما هي لأولاد الحسين عليه السلام ، لأن أكثر الثورات كانت زيدية منبعثة من إطار الفكر القائل بالخروج على الظالم وأن الإمامة في ذرية الإمام الحسن والإمام الحسين عليه السلام ، ووجدنا أبا جعفر المنصور يبايع الإمام النفس الزكية الأعظم مرتين إحداهما في المدينة (1) ، والقول بأن العباسيين لم يعلموا بأن الإمامة في أولاد الحسين مع أنها موجودة في ذلك العصر باطل ؛ بدليل أن الإمامية تدعي أن الأحاديث على الأئمة الأثني عشر متواترة ، بل رأينا مبايعة موسى بن جعفر وجعفر بن محمد عليهم السلام للإمام زيد ومحمد بن عبد الله النفس الزكية .
وأخيرا ؛ هل الأحاديث التي روتها الإمامية في النص على الأئمة بأسمائهم متواترة أم لا ؟
إن قلتم : إنها غير متواترة . فلا يصح الاحتجاج بها حينئذ لاعترافكم بعدم تواترها في أصول الدين ، وإن قلتم : إنها متواترة . فهل انفراد الإمامية بتواتر الحديث يدل على أن الله اختصهم به دون غيرهم فيكونوا مكلفين دون غيرهم ، ولماذا لم يتواتر عند الموافق والمخالف ليكن على مخالفيكم حجة ؟ وإذا لم يختصكم الله به فلماذا لم تروه الأمة وإن اختلفوا في تأويله ، هل هي إمامة دنيوية أم أخروية ؟ وهل هي تفيد العصمة أم لا ؟ وهل في تكليف الأمة به - مع أن التواتر المزعوم حاصل للإمامية على حد زعمهم لا غير - تكليف لما لا يطاق ؟
مخ ۲۱