روي أن عبد الله بن الحسن أرسل إلى جعفر ليبايع محمد بن عبد الله ، فأتى جعفر بن محمد وقال : لا تفعلوا فإن هذا الأمر لم يأت بعد إن كنت تريد أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا أوانه ، وإن كنت تريد أن تخرجه غضبا لله تعالى وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإنا والله لا ندعك وأنت شيخنا ونبايع ابنك في هذا الأمر (1) .
فلو كان النص في الأئمة الاثني عشر صحيحا لأنكر عليهم جعفر بن محمد أو قل لنصحهم بأن يقول : إنكم تدعون ما ليس لكم ، وهو عليه السلام لم ينكر عليهم إلا القول بأن محمدا بن عبد الله هو المهدي وطالب بأن يبايع عبد الله بن الحسن ، هذا والإمام محمد بن عبد الله وأبوه عبد الله بن الحسن لم يدع أي منهما أن محمد بن عبد الله عليه السلام هو المهدي روى ذلك الأصفهاني ، وجعفر بن محمد عليه السلام لم يرد بقوله أنت شيخنا أن عبد الله أكبرهم سنا إذ الإمامة لا تنعقد بالكبر ، واستأذن جعفر بن محمد من الإمام محمد بن عبد الله لأنه معلول وقال له الإمام النفس الزكية : قد أذنت لك (2) ، قال الأصفهاني : كان جعفر بن محمد عليه السلام يمسك لزيد بن علي بالركاب ويسوي ثيابه على السرج (3) .
مخ ۱۸