مع العرب: په تاریخ او افسانه کې
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
ژانرونه
فأمر أبرهة برد إبله، وبات الحبشي وهو عازم على دخول مكة.
قال اليمني: وكانت قلوبنا واجفة، وانصرف أكثر المكيين إلى مخارم الجبال، ولكننا سمعنا أمرا عجيبا: كان فيل من الأفيال في مقدمة الجيش الحبشي يأبى السير إذا وجهوه شطر مكة، فإذا احتثوه خطا خطوات حائرة، متقاعسة، دلت على أنه عمي عن موضع قدمه، فإذا حولوه جهة اليمن نشط للسير وأضاءت عيناه.
ثم قال اليمني: وسمعنا بشيء أعجب من هذا كله، سمعنا بطيور صعدت في الجو وأقبلت من ناحية البحر فحومت فوق الأحباش، وأفلتت حصى صغيرا كانت تحمله بأرجلها ومناقيرها، فكان الحصى لا يصيب موضعا من لحم حبشي إلا هرأه، فمات.
وما لبث أن ذاع الخبر بأن أبرهة رأى أن ينقذ البقية الباقية من جنوده، فنكص على عقبيه إلى اليمن.
وقد سمعت من يقول: إن جيش أبرهة آذاه الخارجون عليه في طول الطريق، وأجهدته مشاق الزحف، فلما بلغ مكة كان منهوكا ضعيفا، وما عتم أن فشا فيه وباء خبيث، فجلا وتقهقر فلولا محطمة، وهنأ كل وطني يمني نفسه بهذه الضربة التي أصيب بها الأعداء.
انتهى حديث اليمني الوطني.
ونظر مؤرخ عصري في شأن الطيور التي قذفت الأحباش بالحصى من مناقيرها وأرجلها، فقال: يا للإنسان! لقد كان منذ القدم يحلم بالطائرات والقنابل والغارات الجوية!
سيف بن ذي يزن على سد مأرب
كان في حاشية أبرهة، لما زار مأرب ليحمل منها مادة البناء للقليس، فتى وضيء الطلعة تنطق سيماؤه بالذكاء المتقد، والحمية الزاخرة.
لم يكن يراه إنسان إلا استرعى نظره، فتأمل الصباحة في محياه، وأعجب برجولته العارمة، ولكن ربما حار في تفسير تلك الكآبة التي تحوم عليه.
ناپیژندل شوی مخ