فلما دخلوا عليهم كان الذي يكلمهم منهم جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له النجاشي: ما هذا الدين الذي أنتم عليه؟ فارقتم دين قومكم ولم تدخلوا في يهودية ولا نصرانية، فما هذا الدين؟
فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه:
أيها الملك كنا قوما على الشرك نعبد الأوثان ونأكل الميتة ونسيء الجوار ويستحل المحارم بعضنا من بعض في سفك الدماء وغيرها، لا نحل شيئا ولا نحرمه، فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا، نعرف وفاءه وصدقه وأمانته، فدعانا إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونصل الرحم، ونحسن الجوار، ونصلي لله، ونصوم ولا نعبد غيره.
قال: فقال: هل معك شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفته وأمرهم فنشروا المصاحف حوله، فقال له جعفر: نعم.
فقال: هلم فاتل علي ما جاء به.
فقرأ عليه صدرا من كهيعص، فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم ثم قال: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء به موسى عليه السلام انطلقوا راشدين، لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عينا.
مخ ۱۵۳