قال: وتنكست الأصنام كلها على رؤوسها وحبس إبليس وجنوده في اللجة الخضراء واهتزت أنهار الجنان ولم يبق في الجنة حوراء إلا بشرت بأن نبي أزواجهن يريد أن يخرج من قرار الأرحام إلى ضوء الدنيا وسعتها.
قال أصحاب الأخبار:
قالت آمنة: لقد أخذني تلك الليلة ما يأخذ النساء من الطلق، ولم يعلم بي أحد، وعبد المطلب في الطواف إذ سمعت وجبة شديدة فهالني ذلك فرأيت كأن جناح طائر أبيض قد مسح على فؤادي فذهب عني الروع وكل وجع كنت أجده، ثم التفت فإذا أنا بشربة بيضاء في إناء أبيض فظننتها لبنا وكنت عطشى فشربتها، ورأيت نورا عاليا قد أضاء مني، ثم نظرت فإذا أنا بنسوة كأنهن النخل طولا فأحدقن بي كأنهن من بنات عبد مناف فجعلت أقول في نفسي من أين علمن بي ثم أبصرت مشارق الأرض ومغاربها حتى رأيت قصور الشام فوضعت محمدا.
فلما وقع إلى الأرض نظرت إليه ساجدا نحو الكعبة.
قال أهل التاريخ:
مخ ۱۴۹