قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين عنده من عظماء الروم وكثر لغطهم، فلا أدري ماذا قالوا، فأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم:
لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه.
قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وإني كاره.
شرح الألفاظ الغريبة في الحديث
بصرى: من بلاد الشام، إيلياء: اسم بيت المقدس، كشف الله عنه جنود فارس: أي هزمهم، وهو قوله: {وهم من بعد غلبهم سيغلبون}، لما أبلاه الله: أي لما أنعم الله عليه، والمدة التي كانت بين رسول الله وبين كفار قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صالح أهل مكة عام الحديبية عشر سنين أن لا يكون بينهم قتال.
ثم إن أهل مكة قاتلوا خزاعة وكانوا حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فنقضوا العهد بقتالهم، فقصدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فظفر بهم وذلك يوم فتح مكة.
وقوله: قلت هو ابن عمي: نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ونسب أبي سفيان: أبو سفيان صخر بن حرب ابن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يلتقي عند عبد مناف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مخ ۱۱۳