6 - حدث علي بن حرب الموصلي قال: حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي نا عمرو بن بكر عن أحمد ابن القاسم عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما ظهر سيف بن ذي يزن على اليمن ونفى الحبشة وذلك بعد مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين أتته وفود العرب وشعراؤها لتهنيته وتذكر ما كان من بلائه في طلبه بثار قومه، فأتاه وفد قريش فيهم عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وخويلد بن أسد ووهب بن عبد مناف في ناس من وجوه قريش، فقدموا عليه بصنعاء وهو في رأس قصر له يقال غمدان، وهو الذي يقول فيه أمية ابن أبي الصلت:
لا يطلب الثار إلا كابن ذي يزن ... خيم في البحر للأعداء أحوالا
أتى هرقلا وقد شالت نعامته ... فلم يجد عنده النصر الذي قالا
ثم انتحى نحو كسرى بعد تاسعة ... من السنين يهين النفس والمالا
حتى أتى ببني الأحرار تحملهم ... تخالهم فوق متن الأرض أجبالا
من مثل كسرى شهنشاه الملوك لهم ... ومثل وهراز يوم الجيش إذ صالا
لله درهم من فتية صبر ... ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا
بيض مرازبة غلب جحاجحة ... أسد تربب في الغيضاة أشبالا
يرمون عن شدف كأنها غبط ... في زمخر يعجل المرمي أعجالا
لا يضجرون وإن كلت نيازكهم ... ولا ترى منهم في الطعن ميالا
أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد ... أضحى شريدهم في البحر ضلالا
مخ ۱۰۲