وكان هشام أحسن النفر بلاء في ذلك وكان هشام لبني هاشم واصلا وكان يأتي ليلا بالبعير قد أوقره طعاما فيقبله فم الشعب ثم يخلع خطامه من رأسه ويضرب على جنبه فيدخل على بني هاشم الشعب، ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي وأمه عاتكة بنت عبد المطلب، وكان إخوة عبد الله بن أبي أمية من عتاة قريش وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا.
قال: فقال هشام: يا زهير أتحب أن لك بأمك أما من قريش؟
قال: لا والله، قال هشام: فوالله ما أعرف رجلا من قريش يحب أن أمه أمك، فغضب زهير فقال هشام: لا تغضب وتذكر هل في الأرض أم أذل من أمك أو خال أذل من خالك، إنك قد رضيت أن تأكل وتشرب وتلبس وأخوالك مسدود عليهم ثم قال: أما لو كان أخوال أبي الحكم بن هاشم ثم دعوته إلى مثل ما دعا إليه منهم ما أجابك إليه أبدا.
قال: فماذا أصنع يا هشام؟ إنما أنا رجل واحد ولو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها، قال هشام: فأنا آتيك بثان.
قال زهير: من هو قال هشام: أنا. قال أبغنا ثلاثا قال قد فعلت، قال: من هو؟ قال أبو البختري بن العاص بن هشام بن الحارث بن أسد.
مخ ۲۳۳