مباحث علميه او ټولنیزه

شبلی شمیل d. 1335 AH
138

مباحث علميه او ټولنیزه

مباحث علمية واجتماعية

ژانرونه

ولكن دينا قد أردت صلاحه

أحاذر أن تقضي عليه العمائم

والغريب أن الإنسان يستعمل عقله في كل أمر، فإذا وصل إلى الدين عقل عقله، مع أن الأديان بنيت غاياتها على المعقول، ووضعها أناس إن لم نسلم جميعنا بأنهم أولياء كرام فلا خلاف بأنهم رجال عظام؛ أي من ذوي العقول الكبيرة. والظاهر أن الشيخ «رشيد» يتوخى في مناره حل هذا العقال لتجريد الدين من كل ما يشين، مما أدخله عليه صغار العقول من كبار العمائم، وذوي الغايات السافلة من أصحاب المقامات العالية؛ لتسلم له حقيقته، وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومما قرأته فيه ترجمة حجة الإسلام أبي حامد الغزالي، ولا خلاف في أنه من أكبر أئمة الدين المصلحين والفلاسفة في الإسلام، حتى وصلت فيها إلى قوله عن تربية نفسه بنفسه: «حتى انحلت عني رابطة التقليد، وأنكرت علي العقائد الموروثة.» فذكرني ذلك قوله في أحد كتبه: «لو لم يكن في ذلك إلا ما يشككك في اعتقادك الموروث لكفى به نفعا؛ فإن من لم يشك لم ينظر، ومن لم ينظر لم يبصر ، ومن لم يبصر بقي في العمى والحيرة.»

وقوله أيضا في محل آخر ما معناه: «إذا وجدت تناقضا بين العلم والدين، فخير لك أن تعمد إلى التأويل من أن ترمي الدين بتهمة الضعف.» وقلت في نفسي إن أمة فيها مثل هذا الإمام لا يستغرب نجاحها في معترك الحياة.

ثم قابلت ذلك بما قيل ونشر في الكتب وعلى صفحات الجرائد من عهد غير بعيد في أحد المشايخ من ذوي المقامات: «إن من كرامات جده أنه أكل حمل حمار من الخيار.» وقلت إن أمة فيها مثل من تقدم، كيف تأمن العثار؟ •••

وبعد أن فرغت من ذلك مددت يدي، وماذا أجد؟ ولا أخفي عليك بأني شعرت كأني قد سري عني، فقلت هذه مجلة سركيس. وسركيس هو الكاتب المتفنن الشهير، ومجلته هذه على حداثة عهدها قد طبقت شهرتها الآفاق.

فقرأت أولا هجوه، ولم أعجب لاقتراحه ذلك عن نفسه، وهو أعلم من كل صحافي بطرق الرواج، والفخر لا يأتي دائما عن طريقه المألوف، وقد استوقفني في قصيدة المجاز قوله:

فهجاء مثلك ليس فيه تكلف

وأرى مديحك كلفة وعناءا

ناپیژندل شوی مخ