218

ماثر الانافه في معالم الخلافه

مآثر الإنافة في معالم الخلافة

پوهندوی

عبد الستار أحمد فراج

خپرندوی

مطبعة حكومة الكويت

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٩٨٥

د خپرونکي ځای

الكويت

وَكَانَ ابيض اللَّوْن مشربا بحمرة اصهب اللِّحْيَة حسن الْجِسْم مربوعا طَوِيل اللِّحْيَة شجاعا شَدِيد الْبدن يحمل الف رَطْل بغدادي وَيَمْشي بهَا خطوَات فِيمَا قيل وَكَانَ كريم الاخلاق انْفَرد عَن اصحابه فِي يَوْم مطير فَرَأى شَيخا مَعَه حمَار عَلَيْهِ حمل شوك وَقد توحل الْحمار فِي الطين وَوَقع الْحمل عَنهُ وَهُوَ ينْتَظر من يمر بِهِ ليعينه على رَفعه على الْحمار فَنزل المعتصم عَن فرسه وخلص الْحمار من الطين وَرفع الْحمل عَلَيْهِ ثمَّ لحقه اصحابه فَأمر لصَاحب الْحمار بأَرْبعَة الاف دِرْهَم وَقَالَ ابْن ابي دواد تصدق المعتصم ووهب على يَدي مائَة الف وَكَانَ مَعَ ذَلِك اميا لَا يحسن الْكِتَابَة ضَعِيف الْبَصَر بِالْعَرَبِيَّةِ وَيُقَال ان ٥٩ ب سَبَب ذَلِك انه رأى جَنَازَة بعض الخدم يَوْمًا فَقَالَ لَيْتَني مثل هَذَا حَتَّى اتخلص من الْكتاب فَقَالَ لَهُ ابوه الرشيد وَالله لَا عَذَّبْتُك بِشَيْء تخْتَار عَلَيْهِ الْمَوْت وَمنعه عَن الْكتب من يَوْمئِذٍ وَقد حكى الزجاجي وَغَيره انه ورد عَلَيْهِ كتاب من بِلَاد الْجَبَل فِيهِ مُطِرْنَا مَطَرا كثر عَنهُ الْكلأ وَكَانَ يتقلد الْعرض وَقِرَاءَة الْكتب عَلَيْهِ كَاتبه مُحَمَّد بن عمار فَقَالَ لَهُ مَا الْكلأ فَقَالَ

1 / 218