هي الدنيا تقول بملئ فيها
حذار حذار من بطشي وفتكي فأتى الشاعران في هذين البيتين بكلام يشتمل عن ما سيق الكلام لأجله، وكذلك السيد صارم الدين، وعبر وغير الأول بعين مهملة، والثاني بغين معجمة، ومعناهما ظاهر، والدهر فهو الزمان.
وأما قوله ((لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر )) فإن معناه: أن العرب كانوا يقولون عند النوازل من المرض والفقر والجدب والموت: أصابنا الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإن ذلك هو الله سبحانه، والدهريه فرقة من فرق الكفر، يقولون: بقدم العالم، واختلفوا في المؤثر فمنهم من نفاه مطلقا، ومنهم من أثبته علة قديمه، ومنهم من أثبته صانعا قديما، ولأفلاطون قولان:
أحدهما: حدوث العالم، وأجمعوا على حدوث التركيب.
وإن قالوا بقدم العناصر، وهي: الحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة على اختلاف بينهم، والنسبة إلى الدهر دهري بالفتح وقد تضم، وهي من تغييرات النسب. قوله عليه السلام:
وخطبه معضل للناس عن كمل
وحكمه في الورى أمضى من القدر
وجده عند أرباب النهي لعب
وغاية الطول منه غاية القصر
ومرهفات مواضيه مناجزة
وسمره شأنها التفريق للسمر
وخيله مضمرات في أعنتها
شعث النواصي سراع الورد والصدر
وبأسه ماله رد لشدته
وكأسه دائر بالحلو والصبر
أجنى على الفرس واليونان قبلهم
والروم والترك والسودان والخزر
هذه ست أمم كبار من بني آدم ذكرها السيد في هذا البيت، ولا بد من الإشارة إلى طرف من شأن كل منهم على وجه الاختصار.
مخ ۱۲۸