نعم، ولما كانت منظومته هذه الفريدة، وسيرته الجامعة المفيدة، المسماة (بجواهر الأخبار) من أجل ما نظم في عصرنا في هذا الشأن لما اشتملت عليه من الإحسان والإتقان، على الأسلوب الذي يعرفه من له أدنى عرفان، وسعي في هذا الميدان، ووقفت عليها وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه، أو حائم أوقفته على المنهل قدمه، دعاني الطرب إلى شرحها، وحملني ما بي من الجدب إلى تنوير صبحها، وفي عرض ذلك، وقد كنت حصلت نسخة منها أبياتها في العدد أقل من هذه، بلغني أنها ظهرت منه في صنعاء نسخة قد زاد فيها وحرر معانيها، فما شعرت إلا ورسول من الحضرة المؤيدة حضرة مولانا السيد الصدر، الحلاحل، والملك الأجل، الأنبل، الفاضل، الكامل، سلالة الأئمة الأكابر: محمد بن الناصر سلم إلي ذلك الرسول هذه المنظومة المتأخرة التي زيد فيها على المنظومة المتقدمة، وأعطاني الرسول كتابا مختوما، وقصيدة أخرى للسيد صارم الدين، [ففضضت] الكتاب، وهو بخط مولانا الملك المؤيد، فيه بعض البسط، يذكر فيه بعد السلام وذكر أعلام عامة وخاصة وفيه ما هذا لفظه:(نعم، صدر إليك أحاطك الله قصيدة عجيبة، نظمها السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد في أيام الشبيبة ضاهى بها البسامة، وأودع كثيرا من معانيها نظامه، وكثر منه التعويل علينا بأن نتولى فتح مقفلها، وإيضاح مشكلها، وحل رموزها، واستخراج كنوزها، وصدرت إلينا منه قصيدة قالها في هذا المعنى قف عليها، وتفضل بالنيابة عنا، فأنت ألمعي الدراية، وأصمعي الرواية، ولك قريحة منقادة، وفطنة وقادة).انتهى.
مخ ۸۵