وقال صعصعة بن صوحان وغيره من أصحاب علي وشيعته: كان فينا كأحدنا، لين جانب، وشدة تواضع، وسهولة قياد، وكنا نهابه مهابة الأسير المربوط للسيف الواقف على رأسه، وقال معاوية لقيس بن سعد : رحم الله أبا الحسن، فلقد كان هشا بشا، ذا فكاهة، فقال قيس: نعم، كان رسول الله يمزح ويتبسم إلى أصحابه، وأراك تعيبه بذلك، أما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة أهيب من ذي لبوتين قد مسه الطوى، تلك هيبة التقوى، ليس كما يهابك طغام الشام.
قال ابن أبي الحديد: وقد بقي هذا الخلق متناقلا متوارثا في محبيه، وأوليائه إلى الآن، كما بقي الجفا والخشونة والوعورة في الجانب الآخر، ومن له أدنى معرفة بأخلاق الناس وعوائدهم يعرف ذلك.
وأما الزهد في الدنيا: فهو سيد الزهاد، وبدل الأبدال، وإليه تشد الرحال ما شبع من طعام قط، وكان أخشن الناس مأكلا ولبسا.
مخ ۱۰۵