مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
الآن حين تغلغلته حبالنا
يرجو الخلاص ولات حين خلاص ودفع الكتاب إلى شمر، وقال له: اذهب إليه فإن فعل ما أمرته به، وإلا فاضرب عنقه، وأنت الأمير على الناس.
فلما وصل شمر إلى عمر، ناداه عمر: لا أهلا ولا سهلا يا -أبا الأبرص- لا قرب الله دارك، ولا أدنى مرادك، وقبح ما جئت به، ثم قرأ الكتاب، وقال: والله لقد نهيته عما كان في عزمه، ولقد أذعن ولكنك شيطان، وبعث عمر إلى الحسين فأخبره بما جرى، فقال: والله، لا وضعت يدي في يد ابن مرجانة أبدا، ثم إن عمر نادى: يا خيل الله، اركبي، فزحفوا إليه، وعلم الحسين أنهم قاتلوه، فعرض على أصحابه الانصراف، وكذلك على أهله، وأن يتفرقوا عنه فبكوا، وقالوا: قبح الله العيش بعدك!!، وسعت أخته زينب بنت علي فقامت تجر ذيولها، وتقول:
واثكلاه!! ليت الموت أعدمني الحياة، قبل يموت أخي الحسين خليفة الماضين وثمال الباقين، ثم لطمت وجهها والحسين يعزيها وهي لا تقبل عزاء، ثم قال الحسين: ما يقال لهذه الأرض؟ فقالوا : كربلاء. فبكى، وقال: أخبرتني أم سلمة ، قالت: كان جبريل -عليه السلام- عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت معي فبكيت، فقال النبي: ((دعي ابني)). فأخذك ووضعك في حجره، فقال له جبريل -عليه السلام-: ((أتحبه؟)) فقال: ((نعم)). فقال:((إن أمتك ستقتله، وإن شئت[أن] أريك تربة أرضه التي يقتل فيها)). فقال: ((نعم))؛ فبسط جبريل جناحه على أرض كربلاء.
[فقال: هذه أرض كربلاء] فأراه إياها، فلما قيل للحسين: هذه أرض كربلاء. قال: هذه والله الأرض التي أخبربها جبريل رسول الله ، وأني أقتل بها.
مخ ۲۵۹