154

وأما الحسن بن علي فمناقبه وفضائله أشهر من أن تذكر في هذا المختصر، لكن أذكر مولده ومدة خلافته ووفاته حسبما جرت به عوائد أهل السير للتبرك بذكره -عليه السلام-، فأقول: هو أبو محمد الحسن بن علي، وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، روي أنه لما أخذها الطلق، أخبر بذلك رسول، فأرسل إلى أسماء بنت عميس وإلى عائشة، وقال: ((انطلقا إلى فاطمة فإذا وضعت ما في بطنها فاقرآي فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وآخر سورة الحشر، وقل هو الله أحد، والمعوذتين، وأعلماني بما وضعت))؛ ففعلتا ذلك وبعثتا إليه؛ فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، ولثاه بريقه فحنكه، وقال: ((اللهم، إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم )) وجاء علي عليه السلام فقال: ((ما سميته))؟ فقال: حرب، يا رسول الله، فقال: ((هو حسن ، ومن بعده حسين، وأنت أبو الحسن القرم)) ثم جاءت به أمه تحمله بعد ذلك، فقالت:[يا رسول الله] أنحل ابني. فقال: ((قد نحلته المهابة والحياء، ونحلت حسينا الشجاعة والجود، وهما سيدا شباب أهل الجنة، ومن أحبهما فبحبي أحبهما، ومن أبغضهما وبغى عليهما فببغضي أبغضهما)).

وولد الحسن للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة عام بدر بعد الوقعة، وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اليوم السابع كبشا، وحلقت رأسه أمه فاطمة، وتصدقت بوزنه فضة على المساكين.

مخ ۲۴۷