مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
[طرف من أخبار الوليد بن عقبة]
لكن نلحق بمن ذكره السيد في هذا البيت الوليد بن عقبة؛ لأنه من كبار أعداء [أمير] المؤمنين، بل من أعداء الدين، وقد سماه الله الفاسق في كتابه المبين؛ لأنه لاحى عليا ونابذه في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له: أنا أثبت منك جنانا، وأحد لسانا. فقال له علي عليه السلام : اسكت يا فاسق؛ فأنزل الله فيهما: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون }[السجدة:18].
وسماه الله فاسقا في آية أخرى، وهي قوله تعالى: {إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا ...}[الحجرات:6] الآية؛ لأنه كذب على بني المصطلق، وادعى أنهم منعوه الزكاة، وكان الوليد مذموما معيبا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكرهه ويعرض عنه، وأبوه عقبة بن أبي معيط هو العدو الأزرق بمكة، وكان يؤذي النبيفي نفسه وأهله، وأخباره في ذلك مشهورة.
فلما ظفر به النبي يوم بدر ضرب عنقه فورث ابنه الشنآن والبغضاء لمحمد وأهله منه، فلم يزل على ذلك إلى أن مات، وهو أحد الصبية الذين قال أبوه فيهم، وقد قدم لضرب عنقه: من للصبية يا محمد؟ فقال: ((النار، اضربوا عنقه )).
وللوليد شعر يقصد فيه الرد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال:((وإن ولوها عليا يجدوه هاديا مهديا)).
فقال الوليد: من أبيات يذكر فيها يوم قتل، واختلف في [موضع] قبره -عليه السلام-:
فإن يك قد ضل البعير بحمله
فما كان مهديا ولا كان هاديا
مخ ۲۲۸