مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
أبا موسى جزاك الله خيرا
عراقك إن حظك في العراق
وإن الشام قد نصبوا إماما
من الأحزاب معروف النفاق
وإنا لا نزال لهم عدوا
أبا موسى إلى يوم التلاقي
فلا تجعل معاوية بن صخر
إماما ما مشى قدم بساق
ولا يخدعك عمرو إن عمرا
أبا موسى لداهية الرفاق
قالوا: وقد كان وقع بين أبي موسى وعمرو بن العاص أن يخلعا عليا ومعاوية، ويجعلاها في عبد الله بن عمر بن الخطاب؛ فبهذا انخدع أبو موسى، فلما كان وقت الخطبة قال عمرو لأبي موسى: اصعد وتكلم، فقال له ابن عباس: قدم الرجل قبلك، ثم تكلم بعده فإنه غدار، فلم يسمع [أبو موسى] وصعد قبل عمرو، وقال: اشهدوا أني قد خلعت عليا ونزع خاتمه، وقال: كما تروني خلعت هذا الخاتم.
وحكى ابن عبد ربه أنه قال: كما خلعت سيفي هذا من غمده وأصلت سيفه، ثم صعد عمرو فحمد الله، وقال: سمعتم خلعه صاحبه وقد خلعته أنا- وبيده خاتم-، وقال: وأثبت صاحبي كما أثبت الخاتم في أصبعي، وفي رواية ابن عبد ربه: كما أثبت سيفي هذا في غمده وكان قد أصلته، ثم أغمده، فقال له أبو موسى: لا وفقك الله، غدرت وخنت، مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فقال له عمرو: ومثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا، والتمس أصحاب علي أبا موسى فركب ناقته ولحق بمكة، فكان ابن عباس يقول: قبح الله أبا موسى!! فقد حذرته فما عقل، وكان أبو موسى يقول: حذرني ابن عباس غدرة الفاسق.
فقال بعض أصحاب علي في ذلك شعرا:
لعمرك ما ألفى مدى الدهر خالعا
عليا بقول الأشعري ولا عمرو وقال آخر يعاتبهم إذ لم يحكموا ابن عباس[رضي الله عنه] :
مخ ۲۲۵