مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
وقيل: إنهما كانا عند رجل من أهل البادية، ولما ظفر بسر بهما وأراد قتلهما، قال له البدوي: علام تقتل هذين الصغيرين ولا ذنب لهما؟ فإن كنت قتلتهما فاقتلني؛ فقال: أفعل، فقتل البدوي، ثم قتلهما.
وقيل: إنه رآهما يمشيان وهما من أجمل الناس وأحسنهم، فقال: من أنتما؟ فقالا: ابنا عبيد الله بن العباس، فقال بسر: الله أكبر، أنتما ممن أتقرب إلى الله بقتلكما، ثم ذبحهما جميعا ثم قتل بصنعاء وغيرها من بلاد اليمن من شيعة علي -عليه السلام- وغيرهم من المسلمين خلقا كثيرا، وكذلك بالطائف، ومكة، واليمامة، والمدينة، فيقال: إنه قتل في هذه الأماكن نيفا وثلاثين ألفا، فلما بلغ ذلك عليا اشتد غمه -ولا سيما- من قتل الصغيرين، ودعا على بسر فقال: اللهم، اسلبه دينه، ولا تخرجه من الدنيا حتى تسلبه عقله؛ فأصابه ذلك، وفقد عقله، وكان يهذي بالسيف ويطلبه فيؤتى بسيف من خشب ويجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه ما شاء. وكانت هذه عادته حتى مات لا رحمه الله.
قالوا: ثم إن عليا بعث جارية بن قدامة في ألفين، ووهب بن مسعود في ألفين، فصار جارية إلى نجران فحرق بها، وقتل جماعة من شيعة بني أمية، وهرب بسر وأصحابه، فاتبعهم إلى مكة فهربوا منه، ودخل مكة فقال: بايعوا لعلي بن أبي طالب فبايعوه، ثم جاء إلى المدينة وأبوهريرة يصلي بهم، فهرب منه أبو هريرة، وقال: والله لو وجدت أبا سنور لضربت عنقه، ثم بايعه أهل المدينة.
مخ ۲۲۰